بسم الله الرحمن الرحيم
شرح إبن دقيق العيد للأربعين النووية
حديث : الحياء من الإيمان
***************
20- [ عن أبي مسعود عقبة بن عمرو الأنصاري البدري- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى إذا لم تستح فاصنع ما شئت ) رواه البخاري ].
معنى قوله : ( من كلام النبوة الأولى ) إن الحياء لم يزل ممدوحاً مستحسناً مأموراً به لم ينسخ في شرائع الأنبياء الأولين.
وقوله : ( فاصنع ما شئت ) فيه وجهان أحدهما أن يكون خرج بلفظ الأمر على معنى الوعيد والتهديد ولم يرد به الأمر كقوله : ( اعملوا ما شئتم ) فإنه وعيد لأنه قد بين لهم ما يأتون به وما يتركون. وكقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( من باع الخمر فليشقص الخنازير ) ، لم يكن في هذا إباحة تشقيص الخنازير. والوجه الثاني أن معناه أئت كل ما لم يستحيا منه إذا ظهر فاعله، ونحو هذا قوله صلى الله عليه وسلم: ( الحياء من الإيمان ) معناه إنه لما كان يمنع صاحبه من الفواحش ويحمل على البر والخير كما يمنع الإيمان صاحبه من ذلك ويحمله على الطاعات صار بمنزلة الإيمان لمساواته له في ذلك والله أعلم.
شرح إبن دقيق العيد للأربعين النووية
حديث : الحياء من الإيمان
***************
20- [ عن أبي مسعود عقبة بن عمرو الأنصاري البدري- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى إذا لم تستح فاصنع ما شئت ) رواه البخاري ].
معنى قوله : ( من كلام النبوة الأولى ) إن الحياء لم يزل ممدوحاً مستحسناً مأموراً به لم ينسخ في شرائع الأنبياء الأولين.
وقوله : ( فاصنع ما شئت ) فيه وجهان أحدهما أن يكون خرج بلفظ الأمر على معنى الوعيد والتهديد ولم يرد به الأمر كقوله : ( اعملوا ما شئتم ) فإنه وعيد لأنه قد بين لهم ما يأتون به وما يتركون. وكقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( من باع الخمر فليشقص الخنازير ) ، لم يكن في هذا إباحة تشقيص الخنازير. والوجه الثاني أن معناه أئت كل ما لم يستحيا منه إذا ظهر فاعله، ونحو هذا قوله صلى الله عليه وسلم: ( الحياء من الإيمان ) معناه إنه لما كان يمنع صاحبه من الفواحش ويحمل على البر والخير كما يمنع الإيمان صاحبه من ذلك ويحمله على الطاعات صار بمنزلة الإيمان لمساواته له في ذلك والله أعلم.