منتديات الرسالة الخاتمة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    المواعظ الإيمانية [ 7 ]

    avatar
    الرسالة
    Admin


    عدد المساهمات : 3958
    تاريخ التسجيل : 01/01/2014

    المواعظ الإيمانية [ 7 ] Empty المواعظ الإيمانية [ 7 ]

    مُساهمة من طرف الرسالة الأربعاء 26 فبراير 2014 - 14:01

    المواعظ الإيمانية [ 7 ] Quran010

    بّسم الله الرّحمن الرّحيم
    مكتبة علوم القرآن
    المواعظ الإيمانية من الآيات القرآنية
    المواعظ الإيمانية [ 7 ] 1410
    [ هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئاً مذكوراً ]

    الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه ومن والاه ، وبعد :
    ستكون لنا وقفات مع سورة الإنسان. ففيها تذكير وعظات ،وتخويف وذكر للجنات.
    يقول الله تعالى، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم: ((هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئاً مذكوراً إنَّا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه فجعلناه سميعاً بصيراً إنَّا هديناه السبيل إما شاكراً وإما كفوراً)). هذه السورة شأنها الإنسان تذكر حاله ومآله ،وكيف كان وأين كان يقول سبحانه: ((هل أتى على الإنسان. . ))أجاء هذا الوقت ،أكان الإنسان في وقتٍ من الإوقات معدوماً ،غير مذكور ،كان عدماً محضاًً ليس بشيء ،أجاء هذا الوقت عليه ،نعم جاء، فلقد كان الله ولا شيء معه ،كان الله ولم يكن قبله شيء ،هو الأول والآخر ،وأنت أيها الإنسان كنت عدماً في ذلك الوقت ،لم تكن شيئاً مذكوراً ،ولهذا الاستفهام ههنا: ((هل أتى على الإنسان. . ))قال العلماء: هل ههنا بمعنى: قد ،يعني أنه قد أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئاً مذكوراً، قل لي بربك أنت ،أنت أيها الإنسان الذي أمامي الآن إذا كنت عدماً ولم تكن شيئاً في ذلك الزمن ،فقل لي: من شفع لك عند الله في ذلك الزمن - قبل خلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة - عندما كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلقهم ويوجدهم ،قل لي بربك:من شفع لك في ذلك الزمن حتى يكتبك الله في أهل الإيمان والإسلام ،ولم يقدر عليك الكفر والضلال ،وفقك للسنة وأبعدك عن البدعة ،جعلك من أهل التوحيد ولم تكن من أهل الشرك.
    أيها الإنسان - يا من كنت عدماً - من شفع لك وأنت غير مذكور ولم تكن بعد شيئاً ،إنها رحمة الله بعبده ،قال صلى الله عليه وسلم: ((وإن الله خلق خلقه في ظلمة ،فألقى عليهم من نوره ،فمن أصابه من ذلك النور يومئذٍاهتدى ،ومن أخطأه ضل)) [رواه الحاكم وسنده صحيح].
    وهذا لعلمه بهم سبحانه وتعالى وقدرته بخلقه. ثم بعد ذلك خلقك؟ وبم خلقك؟ ولماذا خلقك؟ وماذا جعل لك من الأدوات حتى تحقق غاية الخلق؟ قال: ((إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه فجعلناه سميعاً بصيراً)) خلقك من نطفة ،وكثيراً ما يذكر الله الإنسان بأنه خلقه من نطفة بعد أن لم يكن شيئاً ،حتى يتذكر ويعلم لماذا خلق ولماذا أوجده الله ((أيحسب الإنسان أن يترك سدى ألم يك نطفة من مني يمنى ثم كان علقة فخلق فسوى فجعل منه الزوجين الذكر والأنثى)) وهل من نطفة فحسب؟ لا ، بل من نطفةٍ أمشاج: يعن أخلاط ،من نطفة الذكر والأنثى ،ولماذا هذا الخلق من نطفةٍ أمشاج. قال: ((نبتليه)) إذن الله خلقك وأوجدك ليبتليك بالعبادة والطاعة والمعصية. ليس للابتلاء بهموم المعاش وهموم وغموم الدنيا ،لا ،فإن هذا تشترك فيه كل المخلوقات ،أمَّا الإنس والجن فخلقهم الله للابتلاء بعبادته ،ليعلم من يعبده ممن لا يعبده ((نبتليه)) نختبره ولهذا قال: ((الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملاً)) وبين الغاية من الخلق ووضحها وأنها للعبادة فقال: ((وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون)) قال سبحانه: ((يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم الذي خلقك فسواك فعدلك في أي صورة ما شاء ركبك كلا)) (يعني: حقاً) ((بل تكذبون بالدين)).
    فيا أيها الإنسان: لمَّا خلق الله الخلق لغاية كان لابد أن يرسل إليهم رسلاً وأنبياء ،لابد من نزول الوحي ،ولابد من تفصيل الشرائع والأحكام!! وكيف يعلم الإنسان هذه الأمور؟ إنه عدم محض ،ليس شيء ولا شيء ولا فيه ولا منه شيء ،لهذا قال الله: ((نبتليه فجعلناه سميعاً بصيراً)) جعل له السمع والبصر حتى يهتدي بهما حتى يعبد الله بهما لا يعبد الشيطان والهوى بهما ،فمن الناس من سخر هذه الأدوات: السمع والبصر ، الأيدي والأرجل ،التفكير والعقل ،الأحساسيس والمشاعر ،منهم من سخرها لعبادة هواه لا لعبادة الله ،فلا يقرأ القرآن ،وتجده يتلو قرآن الشيطان الغناء ،ولا ينظر في المصحف ببصره ،وينظر في الحرام ببصره ،ولا يسمع الهدى وكلام الرحمن ويسمع مزمار الشيطان ،فيا أيها الإنسان: أنت أنت يا من تسمع وتبصر ،في ماذا تستخدم سمعك وبصرك في يومك وليلتك. هل انتبهت لماذا أعطاك الله السمع والبصر ،هل عبدت هواك بهما أم عبدت الله بهما. فيا أيها الإنسان: الذي حرم الآخرين من السمع والبصر أليس هو قادراً أن يحرمك أنت أيضاً وتحاربه فاتق الله يا عبد الله.
    ثم يقول سبحانه عن هذا الإنسان: ((إنا هديناه السبيل إما شاكراً وإما كافوراً)) هديناه هداية الدلالة والارتقاء والتبيين ،وضح له من حيث هو إنسان ،فلم يمنع الله الإنسان من الهداية:هداية الدلالة والتبيين والتوضيح ،وضح له السبيل ،وطريق الجنة والنار. ((إنا هديناه السبيل)) إما شقي وإما سعيد ،إما شكور وإما كفور ،فقال صلى الله عليه وسلم: ((كل الناس يغدو ،فبايع نفسه فموبقها أو معتقها)) كل الناس - وأنت منهم - أيها الإنسان يغدو في دنياه يحيى ويعيش ويتمتع ويلهو ،يغدون ويروحون ولكن هم قسمين:فبايع نفسه فموبقها، يعني مهلكها بأن يختار الضلال على الهدى ،وقسم يغدو ولكن: يعتق نفسه ،يعتق نفسه من عبادة هواه ويعبدها لله ،ويختار الهدى على الضلال ،فهو يرى الرسل قد أرسلت ،والجنة والنار قد خلقت ،والجحيم سعرت، والجنة أزلفت والناس درجات في الجنة أو دركات في النار ،فيتأمل في غدوه ورواحه فلا يختار إلاّ الهدى والإيمان.
    أيها الإنسان: وبعد هذه اللفتات في أول السورة ،يبدأ في بيان أحوال الشاكرين المؤمنين من الناس ،ويبين أحوال الكافرين الضالين. ويبين الله ما لكل فريق من الناس من الجزاء ،ومن النعيم أو العذاب ،فهم ما بين درجات الفردوس الأعلى ،ودركات في النار السفلى. يقول بعد ذلك سبحانه: ((إنا أعتدنا (أي أعددنا) للكافرين سلاسلا وأغلالاً وسعيراً)) وبعد هذا يذكر حال ذلك الإنسان الذي آمن واهتدى وأعتق نفسه من رق العبودية لغير الله فيقول سبحانه: ((إن الأبرار يشربون من كأس كان مزاجها كافوراً عيناً يشرب بها عباد الله يفجرونها تفجيراً يوفون بالنذر ويخافون يوماً كان شره مستطيراً ويطعمون الطعام على حبه مسكيناً ويتيماً وأسيراً إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاءً ولا شكوراً إنا نخاف من ربنا يوماً عبوساً قمطريراً فوقاهم الله شر ذلك اليوم ولقاهم نضرة وسروراً وجزاهم بما صبروا جنة وحريراً متكئين فيها على الآرائك لا يرون فيها شمساً ولا زمهريرا ودانية عليهم ظلالها وذللت قطوفها تذليلاً ويطاف عليه بآنية من فضة وأكواب كانت قواريراً قوارير من فضة قدروها تقديراً ويسقون فيها كأساً كان مزاجها زنجبيلاً عيناً فيها تسمى سلسبيلاً ويطوف عليهم ولدان مخلدون إذا رأيتهم حسبتهم لؤلؤاً منثوراً وإذا رأيت ثَمّ رأيت نعيماً وملكاً كبيراً عاليهم ثياب سندس خضر واستبرق وحلوا أساور من فضة وسقاهم ربهم شراباً طهوراً إنَّ هذا كان لكم جزاءً وكان سعيكم مشكوراً)).
    شتان بين مصير ذلك الإنسان الذي اختار الضلال وبين ذلك الإنسان الذي اختار الهدى ،شتان بين من اتبع الهوى وختم الله على قلبه وسمعه وبصره وبين من كان على نور من ربه ،بربه يسمع وبه يبصر ،وإليه يسعى ويحفد يرجو رحمته ويخشى عذابه.
    وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيراً.
    [ إنَّا أعتدنا للكافرين سلاسلا وأغلالاً وسعيراً ]

    الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه ومن والاه ، وبعد :أيها الإنسان:انظر إلى عذاب الكافر: ((إنَّا أعتدنا للكافرين سلاسلا وأغلالاً وسعيراً)) أعد الله لهم سلاسلا ،يسحبون بها في النار. إذ الأغلال في أعناقهم والسلاسل يسحبون. في الحميم ثم في النار يسجرون)). قال تعالى: ((وأما من أوتي كتابه بشماله فيقول يا ليتني لم أوت كتابيه ولم أدر ما حسابيه يا ليتها كانت القاضية ما أغنى عني ماليه هلك عني سلطانيه خذوه فغلوه ثم الجحيم صلوه ثم في سلسلة ذرعها سبعون ذراعاً فاسلكوه (إن هذا الإنسان) إنه كان لا يؤمن بالله العظيم)). قال تعالى: ((هذان خصمان اختصموا في ربهم فالذين كفروا قطعت لهم ثياب من نار يصب من فوق رؤوسهم الحميم يصهر به ما في بطونهم والجلود ولهم مقامع من حديد كلما أرادوا أن يخرجوا منها من غمٍ أعيدوا فيها وذوقوا عذاب الحريق))
    ذق أيها الإنسان يا من كفرت وتجبرت ،يا من لا تصدقت ولا صليت ،ولا حججت ولا تزكيت ،ذق أيها الإنسان يا من سمعت بالهدى، فاستحببت العمى. الأمر كأنه لا يعنيك وترى حالك التي أنت فيها أنها تكفيك. . . ويلك آمن أيها الإنسان فإن الأمر إما جنة نعيم أو نارٌ وجحيم ،اللهم اجعلنا ممن تبع هداك وآمن بك وقدم لنفسه وآخر ،وممن تعلم وتعبد وسعى وأحفد.
    فهذا هو حال الإنسان الكافر ،جحيم ونار من حميم ،وسلاسل وأغلال وعذاب ووبال. وأمَّا حالُ الإنسان المؤمن ،فهو فيما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ((إن الأبرار يشربون من كأس كان مزاجها كافوراً)) يشربون من كأس خمر لذةٍ للشاربين. هل تعلمون ما معنى: ((يفجرونها تفجيراً)) عجب وأي عجب: يعني يفجرونها إلى حيث يريدون وينتفعون بها كما يشاؤون ،ويتبعهم ماؤها إلى كل مكانٍ يريدون وصوله إليه. قال مجاهد: ((يفجرونها تفجيراً)) يعني يقودونها حيث شاؤوا حيث مالوا مالت معهم. هذا شيء من نعيم الأبرار ،شيء من نعيم ذلك الإنسان الذي سمع الهدى فاهتدى، والتزم به وترك الضلال ،هذا شيء من نعيم ذلك الإنسان الذي علم لم خلق؟ وما هي الغاية من ذلك؟ فالتزم واهتدى بهدى الله ونوره ،ويهدي الله لنوره من يشاء ،ما هي صفات هؤلاء الأبرار ما هي صفات هؤلاء الناس في الدنيا التي بها فازوا حيث خسر بقية الناس يوم القيامة؟ تعال وردد الآيات واستمع لها حتى تعلم أيها الإنسان أأنت منهم ،أم أنك مخدوع في نفسك؟ يقول سبحانه: ((يوفون بالنذر)) (هذه واحدة) ((ويخافون يوماً كان شره مستطيرا)) (هذه الثانية) ((ويطعمون الطعام على حبه مسكيناً ويتيماً وأسيراً)) (هذه الثالثة).
    يوفون بالنذر مع أن النذر هم أوجبوه على أنفسهم ،النذر ليس واجباً عليهم، ولكنهم إذا نذروا وفوا ،وإذا كان هذا في الواجبات التي ألزموا أنفسهم بها فكيف بالواجبات التي افترضها عليهم ،كيف بالصلوات ،كيف بالأوامر الشرعية ،كيف امتثالهم للآمر والناهي سبحانه وتعالى، هذا من باب أولى أنه عظيم ،بل إنهم ليجيئون بهذه الأوامر ويتركون النواهي وهم يخشون ألا يقبل الله منهم شيئاً ،لم يحسنوا الظن أبداً في أنفسهم. قال سبحانه: ((والذين يؤتون ما أتوا وقلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم راجعون)) قالت عائشة: يا رسول الله الذين يؤتون ما أتوا وقلوبهم وجلة: هو الذي يسرق ويزني ويشرب الخمر وهو يخاف الله عز وجل؟ قال: ((لا يا بنت أبي بكر يا بنت الصديق، ولكنه الذي يصلي ويصوم ويتصدق ويخاف ألا يقبل الله منه)).
    ومن صفاتهم المذكورة في الآيات: ((ويخافون يوماً كان شره مستطيراً)) شره منتشر مستيطر ،لا يسلم منه أحد. ((إن يوم الفصل ميقاتهم أجمعين يوم لا يغني مولى عن مولى شيئاً ولا هم ينصرون إلا من رحم الله إنه هو العزيز الرحيم)) فمن رحمة الله في ذلك اليوم وقاه الله شر ذلك اليوم.
    ولهذا قال الله عن المؤمنين لما خافوا ذلك وأصابتهم الخشية والوجل منه ((فوقاهم الله شر ذلك اليوم ولقاهم نضرة وسروراً)) بينما ذلك الإنسان الذي لم يتبع الهدى يوم يرى الملائكة ((لا بشرى يومئذٍ للمجرمين ويقولون حجراً محجوراً وقدمنا إلى ما علموا من عمل فجعلناه هباءً منثوراً أصحاب الجنة يومئذٍ خير مستقراً وأحسن مقيلاً ويوم تشقق السماء بالغمام (بالسحاب) ونزل الملائكة تنزيلاً الملك يومئذٍ الحق للرحمن وكان يوماً على الكافرين عسيراً ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلاً يا ويلتى ليتني لم أتخذ فلاناً خليلاً لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني وكان الشيطان للإنسان خذولاً)). ((يا أيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحاً فملاقيه فأما من أوتي كتابه بيمينه فسوف يحاسب حساباً يسيراً وينقلب إلى أهله مسروراً وأمَّا من أوتي كتابه وراء ظهره فسوف يدعو ثبوراً ويصلى سعيراً إنه كان في أهله مسروراً)). ألهته الدنيا فعبد نفسه وهواه ،وترك عبادة الله. .
    وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيراً.
    [ والفجر وليال عشر ]

    الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه ومن والاه ، وبعد :يقول عز وجل: ((والفجر وليال عشر والشفع والوتر والليل إذا يسر)) خمسة أقسم الله سبحانه وتعالى بها, بدأ بالفجر, والله سبحانه وتعالى حين يقسم بشيء فإنما ليبين لنا عظم هذا الشيء, قال عز وجل: ((والفجر)), والفجر هو الصبح كما هو معروف, قال ابن عباس وعكرمة وغير واحد من المفسرين: "هو انفجار النهار من ظلمة الليل" وعلى الراجح من أقوال العلماء المفسرين أن هذا الفجر هو فجر يوم النحر, هو فجر يوم الحج الأكبر, يقسم الله عز وجل به لعظمه, ولأن المسلمين يفعلون فيه كثيرًا من مناسكهم في المشاعر المقدسة, هذا هو الراجح, وذلك لأن الله عز وجل قرن هذا الفجر بالليالي العشر, وهي التي على الراجح عشر ذي الحجة.
    وأقوال المفسرين في قوله تعالى: ((وليال عشر)) منحصرة في ثلاثة أقوال: عشر ذي الحجة, والعشر الأول من محرم, والعشر الأواخر من رمضان, والأقرب هو القول أن العشر هي عشر ذي الحجة, وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم فضل هذه العشر, ونحن مقبلون عليها, وما كانت هذه العشر مختصة بهذه الفضيلة إلا لحكمة بالغة, ومن تلك الحكمة البالغة أنه لما كان الله عز وجل قد غرس في نفوس المسلمين حنينًا وشوقًا على بيت الله الحرام, وإنه لما كان كثير من الناس لا يفدون إلى البيت الحرام للحج في كل سنة وقد جعل الله عز وجل الحج مرة واحدة في العمر, جعل الله عز وجل عشرًا من ذي الحجة يستوي فيه السائرون والقاعدون ينال فيه السائرون والقاعدون أجرًا عظيمًا, فإذا كان قد فاته الحج إلى بيت الله الحرام فإنه في العشر يعمل في بيته بعمل يفوق الجهاد في سبيل الله الذي هو أعظم من الحج المبرور كما ثبت عن رسولنا صلى الله عليه وسلم حين سأل عن أفضل الأعمال فقال: ((إيمانٌ بالله ورسوله)) قيل: ثم ماذا؟ قال: ((الجهاد في سبيل الله)) قيل: ثم ماذا؟ قال: ((حج مبرور)).
    وقد ثبت فضيلة هذه الأيام العشر في الصحيحين من حديث ابن عباس رضي الله عنهما عن رسولنا صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه الأيام)) يعني: عشر ذي الحجة. فقالوا: يا رسول الله, ولا الجهاد في سبيل الله؟ ـ وذلك لما ارتسم في أذهانهم من عظم الجهاد في سبيل الله تعالى ـ قالوا: يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ((ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجلاً خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء)).
    وقد كان سلفنا الصالح رضوان الله عليهم يعظمون ثلاثة أعشار من السنة: عشر ذي الحجة, والعشر الأواخر من رمضان, والعشر الأوائل من المحرم, وفي هذا الحديث دليل على أن العمل المفضول في الوقت الفاضل قد يكون خيرًا من الفاضل عند الله عز وجل, فهذه الأعمال التي تعمل في عشر ذي الحجة أفضل من الجهاد في سبيل الله لخصوصية هذه الأوقات والأيام, وذلك فضل من الله ونعمة, فكثير من المسلمين في آفاق الأرض لا يستطيعون حج بيت الله الحرام, فجعل الله عز وجل لهم هذه العشر كي يعملوا فيها الأعمال المعتادة, فعلى المرء أن يكثر من ذكر الله وقراءة القرآن في هذه العشر التي ستقبل علينا, وأن يكثر من نوافل الصلاة, وأن يكثر من نوافل الصدقة والصيام, وخاصة صيام يوم عرفة لغير الحاج؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم أخبرنا أن صوم يوم عرفة يكفر السنة الماضية, فذلك فضل من الله تعالى ونعمة.
    وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيراً
    [ والشفع والوتر ]

    الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه ومن والاه ، وبعد :
    قال سبحانه: ((والشفع والوتر)), أقسم الله تعالى بالشفع وأقسم بالوتر, وهذه الوتر أو تلك الشفع اختلف المفسرون في تأويلها وتفسيرها.
    فمن قائل: أنها يوم النحر؛ لأنها اليوم العاشر, والوتر هو يوم عرفة؛ لأنه اليوم التاسع.
    ومن قائل: الشفع هو الخلق, والوتر هو الله سبحانه وتعالى, وهذا القول وجيه وجيه, وذلك لقوله صلى الله عليه وسلم ـ والحديث في الصحيحين ـ: ((إن لله تعالى تسعة وتسعين اسمًا مائة إلا واحدة من أحصاها دخل الجنة, والله وتر ويحب الوتر)) وفي رواية: ((إن الله وترًا يحب الوتر, فأوتروا يا أهل القرآن)) وهذا وجيه وذلك أن كل المخلوقات شفع, والله سبحانه وتعالى وتر حتى الحصاة التي ظنها البعض أنها وتر فهي في الحقيقة شفع, فعرفنا في زماننا أن كل شيء يتكون من جزئيات, وأن الجزئيات تتكون من ذرات, حتى الماء الذي ظنناه شيئًا واحدًا متكتلاً يتكون من جزيئين فما وصل إلى درجة الغليان تجزأ إلى اثنين, وإذا كان في درجة مؤتلفة من الحرارة بقى على ما هو عليه.
    وصدق عز وجل حين قال: ((ومن كل شيء خلقنا زوجين لعلكم تذكرون)), والله سبحانه وتعالى خلق من كل شيء زوجين اثنين ليبقى سبحانه وتعالى واحدًا وترًا.
    ((والشفع والوتر والليل إذا يسر)) يقسم الله سبحانه وتعالى بالليل إذا سرى وقيل: الليل لا يسري ولكنه يُسرى فيه, فنسب الفعل إلى الليل, وهذا من البلاغة القرآنية, ((والليل إذا يسر)) وقال بعضهم هو ليل جُمَعٍ, أي هو ليل المزدلفة, وثبت عن بعض الصحابة أنه كان يقول أسر يا ساري فلا تبيتن إلا بجُمَع, أي فلا تبيتن إلا في المزدلفة, وعلى كلٍ فالليل من نعم الله سبحانه وتعالى, والله خلق الليل ليكون لنا لباسًا, وهذا منه سبحانه نعمة.
    ((والليل إذا يسر هل في ذلك قسم لذي حجر)), أي هل فيما مضى من القسم عدة لذي لب وعقل وسمى العقل حجرًا؛ لأنه يمنع الإنسان مما لا يليق به من الأقوال والأفعال, ومن ذلك قالوا: حجر الحاكم عليه إذا منعه من التصرف بماله, قال سبحانه وتعالى: ((هل في ذلك قسم لذي حجر)). هل نتعظ بذلك القسم الذي من الله سبحانه وتعالى فنراعي الفجر, ونراعي الأيام العشر, ونراعي خلق الله تعالى, ونراعي الليالي التي نعصي الله فيها ((0هل في ذلك قسم لذي حجر)) لذي لب وعقل هل ينتبه المنتبهون؟ هل ينتبه العقلاء الفطنون أن الله سبحانه وتعالى ما جعل الليل والنهار إلا لكي نعبده, ما جعل الله الليل والنهار خلفة إلا لكي نتذكر ما جعل الليل والنهار, إلا لكي نصلي ونصوم ((ما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون)) ((هل في ذلك قسم لذي حجر)).
    وهذا القسم من الله سبحانه وتعالى محتاج إلى مقسم عليه, فأنت إذا قلت والله, وتالله فإنك تقسم لاشك على شيء فتقول والله لأفعلن, أو والله إن فلان لقادم, ونحو ذلك من الأقوال, فأين المقسوم عليه؟
    وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيراً
    [ ألم تر كيف فعل ربك بعاد ]

    الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه ومن والاه ، وبعد :قال سبحانه وتعالى: ((ألم تر كيف فعل ربك بعاد إرم ذات العماد التي لم يخلف مثلها في البلاد وثمود الذين جابوا الصخر بالواد وفرعون ذي الأوتاد الذين طغوا في البلاد فأكثروا فيها الفساد فصب عليهم ربك سوط عذاب )), يحكي الله تعالى عن أكبر الجبابرة, وأعتى المفسدين في الماضي, وهم عاد وثمود وقوم فرعون, يحكي الله سبحانه وتعالى لنا قصتهم, ((ألم تر كيف)), ألم تعلم يا محمد, ألم تعلموا أيها التالون لكتاب الله ((كيف فعل ربك بعاد)), وعاد, وعاد الأول هي التي أهلكها الله سبحانه وتعالى, والتي ذكرها في غير ما موضع, وعاد هي عاد إرم والتي تنتسب إلى عاد ابن ارم, ونسبها ينتهي إلى نوح عليه السلام, تسكن في جنوب الجزيرة العربية بين اليمن وحضرموت في مكان يسمى بالأحقاف لكثرة الكثبان الرملية فيها, وكانوا من أعتى القبائل, ومن أشدهم بطشًا, وكانت لهم تركيبة جسمية هائلة كما قال المؤرخون فأسكنهم الله عز وجل الجبال وزادهم في الخلق بسطة, وذلك من بعد نوح عليه السلام, فما شكروا نعمة الله عز وجل, وإنما علوا واستكبروا, (وأما عاد فاستكبروا في الأرض بغير الحق وقالوا من أشد منا قوة ألم يروا أن الله الذي خلقهم هو أشد منهم قوة وكانوا بآياتنا يجحدون) فأرسل الله عز وجل لهم هودًا يذكرهم فقال لهم: (واذكروا إذا جعلكم خلفاء من بعد قوم نوح وزادكم في الخلق بسطة فاذكروا آلاء الله ولا تعثوا في الأرض مفسدين), (أتبنون بكل ريع آية تعبثون وتتخذون مصانع لعلكم تخلدون وإذا بطشتم بطشتم جبارين فاتقوا الله وأطيعون).
    فكذبوه وعاندوه, ويذكر الله سبحانه وتعالى لنا قوتهم حتى نعلم نحن الضعفاء بأننا لا نقوى على محاربة الله عز وجل ولا نقوى على عصيانه وغضبه وسخطه قال سبحانه: (إرم ذات العماد) قيل: خيامهم الذين كانوا يرتحلون فيها, وقيل: هي أجسامهم التي كانت كالعمد, وقيل: هي مملكتهم التي كانت ذات أعمدة عظام, فيذكر الله سبحانه وتعالى لنا هذه القوة, والراجح أن المراد بذات العماد هي مملكتهم التي كانوا يسكنونها ويقتنونها (إرم ذات العماد التي لم يخلق مثلها في البلاد) هي القبيلة على الراجح التي لم يخلق مثلها في أشكال أفرادها, وفي قوتهم, وفي تركيباتهم الجسمية, لم يخلق مثلها في البلاد في زمانهم, فكانوا أقوياء أشداء, وكانوا يغيرون على القبائل الأخرى فينهبونهم ويسلبونهم ثم قال سبحانه وتعالى بعد ذلك: (وثمود الذين جابوا الصخر بالواد) أي جابوا الصخر ونحتوه كما قال عز وجل عنهم: (وينحتون من الجبال بيوتًا فارهين) يخرقون الجبال فيجعلونها مغارات ومساكن, انظروا إلى مساكنهم في وادي القرى في مدائن صالح, فالجبل قد تحول إلى قصر, والجبل قد تحول إلى مغارة, وذلك من قوتهم وعظمتهم.
    ((وثمود الذين جابوا الصخر بالواد وفرعون ذو الأوتاد)) صاحب العمد العظيمة, كان يتخذ أوتادًا وعمدًا يربط فيه الناس فيجعل على ظهر الواحد بعد أن يربطه ويمده مدًا فيضربه بصخرة, أو رحى فيموت على ذلك, أو يجعل على أطراف الرجال أعمدة ثم يأمر بالخيل فتجر هذه الأعمدة فيتقطع الرجل أوصالاً.
    ((وفرعون ذي الأوتاد)) وقيل الأوتاد هي تلك البنايات العظيمة التي خلفها الفراعنة التي هي الأهرامات, ((الذين طغوا في البلاد)) اشتركوا في هذا أنهم جميعًا طغوا, والطغيان يؤدي إلى الفساد؛ لأن المرء إذا طغى حسب نفسه أعظم مما هو عليه, وانتقل من مكانة العبودية إلى مكانة الألوهية كما قال فرعون: ((ما علمت لكم من إله غيري)), ((أنا ربكم الأعلى)) ((طغوا في البلاد فأكثروا فيها الفساد)) من الشرك بالله, ومن قتل العباد وسفك الدماء فأكثروا فيها الفساد, فهل كان الله عز وجل عنهم غائبًا؟ بل كان عز وجل عليهم شاهدًا حاضرًا فقال سبحانه وتعالى: ((فصب عليهم ربك سوط عذاب)) انظر إلى هذا التعبير القرآني, صب, أرسل الله عز وجل عليهم العذاب طغيانًا كما أنهم طغوا وتكبروا, سوط عذاب, عذاب لازع فجمع الله عزوجل كثرة العذاب مع أمله وشدته ((فصب عليهم ربك سوط عذاب إن ربك لبالمرصاد)) إذا قال القائل قد أهلك الله عز وجل عاد بالريح الصرصر العاتبة, قال سبحانه وتعالى: ((الحاقة ما الحاقة وما أدراك ما الحاقة كذبت ثمود وعاد بالقارعة فأما ثمود فأهلكوا بالطاغية وأما عاد فأهلكوا بريح صرصر عاتية سخرها عليهم سبع ليالٍ وثمانية أيام حسومًا فترى القوم فيها صرعى كأنهم أعجاز نخل خاوية)) هؤلاء هم ثمود وعاد, أما فرعون ((وجاء فرعون ومن قبله والمؤتفكات بالخاطئة فعصوا رسول ربهم فأخذهم أخذة رابية)) ((فعصى فرعون الرسول فأخذناه أخذا وبيلا)).
    إذا كان هذا عذاب الأمم الماضية, فماذا عن أحوال الأمم الآتية؟ وماذا عن الأمم الذين في زماننا الذين يسومون المسلمين سوء العذاب في البوسنة والهرسك, في بلاد الهند, وفي بورما وأرتيريا, وفي فلسطين, ماذا لليهود؟ وماذا للبوذيين, وماذا للسيخ وماذا للنصارى الصليبين, قال سبحانه وتعالى: ((إن ربك لبالمرصاد)), فالله سبحانه وتعالى يرصد أعمالهم كما قال ابن عباس, يرصد خلقه فيرى أعمالهم خيرها وشرها ثم يحاسبهم بعد ذلك سبحانه وتعالى ((ولا تحسبن الله غافلاً عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار مهطعين مقنعي رؤوسهم لا يرتد إليهم طرفهم وأفئدتهم هواء)).
    وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيراً
    [ إن ربك لبالمرصاد ]

    الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه ومن والاه ، وبعد :
    إن الله سبحانه وتعالى كما قال عن نفسه: ((إن ربك لبالمرصاد)) يرصد الأعمال فلا يعذب أحدًا بغير ذنب, إنما يستعمل الله تعالى عدله فقد حرم على نفسه الظلم, أما الإنسان فإنه يظلم نفسه, ويجور فيما هو فيه, ولذلك قال سبحانه وتعالى عن الإنسان الجائر الظالم: ((فأما الإنسان إذا ما ابتلاه ربه فأكرمه ونعمه فيقول ربي أكرمن)) إذا جاءه النعماء من كل جانب وأرسل الله عز وجل عليه خيرات الأرض, وكان في سعة من الولد والمال والأهل والعشيرة والبلد فإنه يغتر ويظن أنه مكرم عند الله عز وجل ونسى أن الله عز وجل يعطي الدنيا لمن يحب ومن لا يحب ولا يعطي الدين والآخرة إلا لمن يحب.
    ((فيقول ربي أكرمن)) وعزني فلولا ما أنا فيه من الخير لما فجر الله لي خيرات الأرض ولما كنت أغنى من غيري, فإني مكرم وأنا على طاعة, ونسمع هذا من كثيرين يقولون: نحن على طاعة ولذلك فإن الله أعطانا هذه الأموال وجعلنا في أمن وأمان, ونسى هؤلاء أن الله يمكن أن يستدرج بالنعماء ((فيقول ربي أكرمن وأما إذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه فيقول ربي أهانن)), والبلاء يمكن أن يكون بالنعماء, ويمكن أن يكون بالضراء ((ونبلوكم بالشر والخير فتنة)) ((وأما إذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه)) فقدّر أي ضيق عليه رزقه.
    وأما إذا ما اختبره وامتحنه فضيق عليه رزقه فجاءه المصيبة من كل مكان وجاءت البلايا وهو في طاعة وخير ((فيقول رب أهانن)) وليس الأمر كذلك فليس في سعة الرزق دليل على المكرمة, وليس ضيق الرزق دليل على المهانة, وإنما الله سبحانه وتعالى يقسم الأرزاق بين العباد ((فيقول رب أهانن كلا)) أي ليس حقًا أو ردع وزجر لهذا الإنسان الذي يظن هذا الظن ((كلا)) أيها الإنسان الذي تظن أن الله يمنعك عنك المال لأنه أهانك أو يعطيك المال لأنه أعزك وأكرمك ((كلا بل لا تكرمون اليتيم)).
    في الحقيقة أنتم إذا جاءكم المال لا تستعملون هذه الأموال فيما أباح الله ولا تضعون هذه الأموال في حقها ((كلا بل لا تكرمون اليتيم)) يمر أحدكم بماله على اليتامى فلا يتصدق عليهم ولا يبحث عن اليتامى فينفق عليهم ((كلا بل لا تكرمون اليتيم)) ذلك الذي فقد أباه وأصبح بحاجة إلى من يعوله ((ولا تحاضون على طعام المسكين)) أي لا يوصي بعضكم بعضًا بالإطعام, وإنما ترى بعض الناس يوصي بعدم الإطعام فإذا أراد أن ينفق أحد من الناس أو إذا دعى بعض الناس الناس للإنفاق أحجموا ومنعوا وصدوا عن الإنفاق في سبيل الله تعالى, لا يحض بعضكم بعضًا على طعام المسكين, لا يأتي أحدكم إلى أخيه فيقول: يا فلان هناك مسكين في مكان كذا وكذا, وهناك محتاج, وهنا مسلمون يتضجرون جوعًا فأنفق من مالك, وإنما يتحاضون على الإمساك والشح وعلى البخل ((ولا تحاضون على طعام المسكين وتأكلون التراث أكلاً لمّا وتحبون المال حبًا جمًا)) يجمع من هنا وهناك فيأتي إلى الميراث إلى ميراث الضعفاء واليتامى الذين لا قدرة لهم فيحوي هذا الميراث بغير حق, يجمعه, يلمّه لمّاً من كل جهة, فلا يلتفت إلى حرام أو إلى حلال, ويضع أمواله في البنوك الربوية يقول ربي أكرمني.((وتأكلون التراث)) أي الميراث ((أكلاً لمًا وتحبون المال حبًا)) جمًا حبًا طاغيًا كثيرًا
    وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيراً.
    [ كلا إذا دكت الأرض دكًا دكًا ]

    الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه ومن والاه ، وبعد :يقول سبحانه وتعالى: ((كلا إذا دكت الأرض دكًا دكًا وجاء ربك والمَلك صفًا صفًا)) جاء ربك لفصل القضاء والملائكة من حوله تحف بعرشه سبحانه وتعالى في موكب عظيم رهيب يقدم الله سبحانه وتعالى لفصل القضاء ((وجئ يومئذ بجهنم)) لها سبعون ألف زمام, لكل زمام سبعون ألف ملك يجرونها ((وجئ يومئذ بجهنم يومئذ يتذكر الإنسان)) الإنسان الذي كان يظن أن كثرة ماله دلالة على إكرام الله له, الإنسان الذي مات وهو يحسب بأنه قد أحسن صنعًا عند الله وبأن له الفردوس الأعلى, وبأن له الجنة, وبأنه لن يعذب أبدًا, هذا الإنسان إذا رأى الجحيم, إذا رأى الله عز وجل قد قدم لفصل القضاء ورأى جهنم تزفر فإنه يتذكر تفريطه ومعاصيه واحدة واحدة لأن الأعمال تعرض عليه منسوخة ((إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون)) يتذكر وهل تنفع الذكرى, لا والله, قد مضى عهد الذكرى, كان عهد الذكرى في الدنيا ((وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين)).
    هذا في الدنيا أما في الآخرة, فكل إنسان سواء كان بارًا أو فاجرًا يتذكر, ((وأنى له الذكرى)) وكيف تنفعه الذكرى وماذا ستنفعه هذه الذكرى ((يقول يا ليتني قدمت لحياتي)) ليتني عملت عملاً أدخره لهذا اليوم فهذا اليوم هو الحياة, وقد ظننت أن الحياة هي الدنيا ونسيت أن الدار الآخرة هي الحيوان, هي الحياة الحقة, ((وإن الدار الآخرة لهي الحيوان لو كانوا يعملون)) يا ليتني قدمت لهذه الحياة الأبدية ((فيومئذٍ لا يعذب عذابه أحد ولا يوثق وثاقه أحد)) يوم القيامة لا يعذب عذاب الله سبحانه وتعالى أحد, لا يستطيع أحد أن يعذب كعذاب الله, فعذاب الله سبحانه وتعالى قمة في الألم, وقمة في العذاب كما أن نعيمه سبحانه وتعالى قمة في السعادة ((لا يعذب عذابه أحد)) هل يستطيع أحد ممن يعذبون العباد في الدنيا أن يجعلوا لمعذبيهم جلودًا غير جلودهم, هل يستطيع أحد ممن يعذبون في الدنيا أن يعذب أحدًا عذابًا شديدًا على مدار الحياة كذلك العذاب الذي في الآخرة ولا يموت, هل لأحد من أهل الدنيا الذين يعذبون العباد بغير حق يمتلك نار كنار الله سبحانه وتعالى؟ لا والله الذي لا إله إلا هو, ((فيومئذ لا يعذب عذابه أحد ولا يوثق وثاقه أحد)) ولا يستطيع أحد في الدنيا أن يوثق وثاق الزبانية زبانية العذاب الذين على جهنم ((خذوه فغلوه ثم الجحيم صلوه ثم في سلسلة ذرعها سبعون ذراعًا فاسلكوه)) هل يستطيع أحد أن يفعل هذه الأفعال,
    ((فيومئذ لا يعذب عذابه أحد ولا يوثق وثاقه أحد يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك)) نداء إلى النفس الطيبة الطاهرة, نداء إلى هذه النفس التي صبرت في الدنيا ((ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي)) أي أيتها النفس المطمئنة, دعوة من الله سبحانه وتعالى لنفسك الطيبة أن تدخل في عبادة الله أن تكون عبدًا لله تعالى, فكثير من العباد ينسون أنهم عبيد لله يتصرف في الدنيا وكأنه سيد على ماله, وكأنه سيد في هذا الوجود, ونسى أنه عبد لله ((فادخلي في عبادي وادخلي جنتي)) فإنه من دخل في عبادة الله دخل جنة الله تعالى, روى الهروي بسنده عن رجل يقال له ابن أبي هاشم قال: أُسرت في بلاد الروم فجاءنا الملك, ملك الروم فأمرنا أن نرتد عن ديننا فارتد ثلاثة وكنت منهم وجيء بالرابع فطلب منه أن يرتد فأبى فقطع رأسه ورمي في النهر فغاص رأسه بالدم في النهر حتى رسب ثم صعد وتكلمت الرأس فقالت: يا فلان, ويا فلان, ويا فلان يناديهم بأسمائهم ((يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي)) فاضطربت النصارى وسقط كرسي الملك وكادت النصارى أن تسلم وعاد الثلاثة إلى الإسلام, وجاء الفداء من قبل الخليفة أبي جعفر المنصور.
    وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيراً
    [ يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله ]

    الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه ومن والاه ، وبعد :
    قال الله تعالى ((يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله واتقوا الله إن الله سميع عليم)) الحجرات 1.نداء من الله للذين آمنوا به بالغيب . واستجاشة لقلوبهم بالصفة التي تربطهم به , وتشعرهم بأنهم له , وأنهم يحملون شارته , وأنهم في هذا الكوكب عبيده وجنوده , وأنهم هنا لأمر يقدره ويريده , وأنه حبب إليهم الإيمان وزينه في قلوبهم اختيارا لهم ومنة عليهم , فأولى لهم أن يقفوا حيث أراد لهم أن يكونوا , وأن يقفوا بين يدي الله موقف المنتظر لقضائه وتوجيهه في نفسه وفي غيره , يفعل ما يؤمر ويرضى بما يقسم , ويسلم ويستسلم:
    (يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله , واتقوا الله إن الله سميع عليم)
    يا أيها الذين آمنوا , لا تقترحوا على الله ورسوله اقتراحا , لا في خاصة أنفسكم , ولا في أمور الحياة من حولكم . ولا تقولوا في أمر قبل قول الله فيه على لسان رسوله , ولا تقضوا في أمر لا ترجعون فيه إلى قول الله وقول رسوله .
    وقد قرن الله عزّ وجل في هذه الآية نفسه برسوله عليه الصلاة والسلام ؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم هو المبلغ الوحيد عن ربه ، ونبّه المؤمن إلى أنه دائماً في حضرة ربه (( وهو معكم أينما كنتم والله بما تعملون بصير)) الحديد 4 ، وعليه احترام الرسول صلى الله عليه وسلم والانقياد لأوامره ؛ لأن ذلك من صميم تقوى الله وهذه التقوى تقتضي الالتزام بأمور منها :
    عدم تقديم رأيه على أوامر الله ورسوله في الكتاب والسنة ، فلا يقول ولا يقضي في الدين بخلاف ما تنص عليه الشريعة ، ولا يجعل لنفسه تقدما على الله ورسوله في المحبة والولاء ، بل يكون رأيه تبعاً لما جاء به النبي صلى الله عليه والسلام ، وتكون محبته وولاؤه لله ورسوله أقوى وأشد من محبته وولائه لنفسه وأهوائه ومصالحه، ولا يفتات على الله شيئاً أو يقطع أمراً حتى يحكم الله فيه ، ويأذن به على لسان رسوله عليه الصلاة والسلام .
    روى أحمد وأبو داود والترمذي وابن ماجه - باسناده - عن معاذ - رضي الله عنه - حيث قال له النبي صلى الله عليه وسلم حين بعثه إلى اليمن:" بم تحكم ? " قال:بكتاب الله تعالى . قال صلى الله عليه وسلم فإن لم تجد ? " قال:بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم قال صلى الله عليه وسلم:" فإن لم تجد ? " قال - رضي الله عنه -:أجتهد رأيي . فضرب في صدره وقال " الحمد لله الذي وفق رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم لما يرضي رسول الله " .
    وحتى لكأن رسول الله صلى الله عليه وسلم يسألهم عن اليوم الذي هم فيه , والمكان الذي هم فيه , وهم يعلمونه حق العلم , فيتحرجون أن يجيبوا إلا بقولهم:الله ورسوله أعلم . خشية أن يكون في قولهم تقدم بين يدي الله ورسوله !
    جاء في حديث أبي بكرة نفيع بن الحارث الثقفي - رضي الله عنه - أن النبي صلى الله عليه وسلم سأل في حجة الوداع:
    "أي شهر هذا ? " . . قلنا:الله ورسوله أعلم . فسكت حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه . فقال:" أليس ذا الحجة ? " قلنا بلى ! قال:" أي بلد هذا ? " قلنا:الله ورسوله أعلم . فسكت حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه . فقال:" أليس البلدة الحرام ? " قلنا:بلى ! قال:" فأي يوم هذا ? " قلنا:الله ورسوله أعلم . فسكت حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه . فقال:أليس يوم النحر ? قلنا بلى ! . . الخ .
    فهذه صورة من الأدب , ومن التحرج , ومن التقوى , التي انتهى إليها المسلمون بعد سماعهم ذلك النداء , وذلك التوجيه , وتلك الإشارة إلى التقوى , تقوى الله السميع العليم
    وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيراً.
    [ يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ]

    الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه ومن والاه ، وبعد :قال تعالى: (( يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون)) الحجرات 2
    وقد نهى الله تعالى في هذه الآية عن ثلاثة أمور :
    عن التقدم بين يديه صلى الله عليه وسلم بما لا يأذن به من الكلام والآراء والأحكام
    عن رفع الصوت بحضرته .
    عن الجفاء في مخاطبته ومحاورته .
    كما أمر بتعظيمه صلى الله عليه وسلم ، وتوقيره وخفض الصوت بحضرته وعند مخاطبته، والتزام توجيهاته وأوامره . وبما أن حرمة النبي صلى الله عليه وسلم حيا كحرمته ميتا ، وكلامه المسموع منه مباشرة ككلامه المروي عنه بعد موته في الرفعة والإلزام ، فقد وجب على كل من يسمع حديثه وسنته وهديه ألا يرفع صوته عليه أو يعرض عنه ؛ لأن رفع الصوت والجهر به في حضرته صلى الله عليه وسلم أو عند تلاوة سنته دليل على قلة الاحتشام وترك الاحترام ، ثم عقب سبحانه على هذا التوجيه بقوله (( إن الذين يغضون أصواتهم عند رسول الله أولئك الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى لهم مغفرة وأجر عظيم )) الحجرات 3
    أي أنهم صُبُرٌ على التقوى مجربون لها ومدربون عليها ، وأقوياء على تحمل مشاقها ؛ فحكم بذلك بالإخلاص والإيمان والتقوى للمؤمنين الذين يتصفون بالمحبة لله ورسوله والولاء لهما، وتقديم أحكام الشرع على آرائهم وأهوائهم ومصالحهم ، والاحترام لرسول الله صلى الله عليه وسلم حيا وميتا وغض الصوت بحضرته أو عند سماع سنته
    وقد قال أبو بكر – رضي الله عنه – عندما نزلت هذه الآية : " لا أكلمك يا رسول الله إلا السرار حتى ألقى الله " ، كما كان إذا قدم على الرسول صلى الله عليه وسلم قوم أرسل إليهم من يعلمهم كيف يسلمون ويأمرهم بالسكينة والوقار عند رسول الله صلى الله عليه وسلم .
    ويستنبط الفقهاء بالقياس من هذا التوجيه القرآني وجوب احترام الوالدين والعلماء وذوي السابقة في الدعوة والجهاد وكبار السن ، والرفق بهم وعدم رفع الصوت بين أيديهم ، والاستحياء بحضرتهم ، مما تؤكده نصوص كثيرة لا يتسع المجال لها حاليا .
    وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيراً.
    [ يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا ]

    الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه ومن والاه ، وبعد :
    قال تعالى (( يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين)) الحجرات 6.
    وبما أن الفسقة أولياء للشيطان ، والشيطان عدو للمؤمن الصادق ؛ فإن همّ الشيطان وأوليائه الفسقة دائما هو إيقاع الفتنة بين المؤمنين ، وتمزيق صفهم بنقل الأخبار الكاذبة والملفقة ، والأضاليل المخترعة. فإذا كان الناقل فاسقا وجب التثبت والتبين والبحث عن الحقيقة في الأمر . وينطبق هذا التوجيه الرباني أيضا على الأنباء والتحاليل السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تنشرها وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة التي يشرف عليها فساق الأمة أو أعداؤها ؛ لأن غاية هؤلاء في الأصل فتنة الأمة وإضعافها وإفساد أحوالها .
    ... وبما أن نتيجة الثقة في الفساق ونقولهم وأخبارهم غالبا ما تكون الفتنة والتقاتل بين المؤمنين ، فقد عقب سبحانه على ذلك بالإرشاد إلى كيفية التغلب على هذه الفتنة بقوله
    (( واعلموا أن فيكم رسول الله لو يطيعكم في كثير من الأمر لعنتم ولكن الله حبب إليكم الإيمان وزينه في قلوبكم وكره إليكم الكفر والفسوق والعصيان أولئك هم الراشدون )) الحجرات 7 وفيها تذكير بأن النجاة من الفتن في اتباع سنته وهديه وعدم عصيان أوامره ونواهيه صلى الله عليه وسلم حيا وميتا . ومرد ذلك إلى تمسك القلب بالإيمان الذي هو التصديق بالجنان والإقرار باللسان والعمل بالأركان ، ونفوره وكراهيته للكفر والفسوق والعصيان ، وكل ذلك نعمة من الله وفضل . ولذلك كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأل ربه أن يثبته على الدين ، وأن يجدد الإيمان في قلبه .
    واختيار الله لفريق من عباده , ليشرح صدورهم للإيمان , ويحرك قلوبهم إليه , ويزينه لهم فتهفو إليه أرواحهم , وتدرك ما فيه من جمال وخير . . هذا الاختيار فضل من الله ونعمة , دونها كل فضل وكل نعمة . حتى نعمة الوجود والحياة أصلا , تبدو في حقيقتها أقل من نعمة الإيمان وأدنى ... ثم ضرب سبحانه وتعالى لهذه الفتن مثلا فيما يقع بين المؤمنين من تخاصم وتقاتل ، فقال : (( وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما ، فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله ، فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا إن الله يحب المقسطين )) الحجرات 9 ثم أكد القاعدة الأصل والوشيجة المتينة في الصف المؤمن ، التي هي الأخوة في الله فقال ((إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم )) الحجرات 10 ، وهو ما بينته السنة النبوية في أحاديث كثيرة منها قوله صلى الله عليه وسلم ( المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه ) - (( مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ))-(( المؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص - وشبك بين أصابعه )) - (( منزلة المؤمن من المؤمن منزلة الرأس من الجسد ، متى اشتكى الجسد اشتكى له الرأس ومتى ما اشتكى الرأس اشتكى سائر الجسد)). وقد أورد أبو داود في كتاب الأدب ما روي عن النبي _ صلى الله عليه وسلم _ أنه قال : ((مامن امرئ يخذل امرءا مسلما في موضع تنتهك فيه حرمته وينتقص فيه من عرضه إلا خذله الله في موطن يحب فيه نصرته ، وما من امرئ ينصر مسلما في موضع ينتقص فيه من عرضه وينتهك من حرمته إلا نصره الله في موطن يحب نصرته ))- الحديث رقم 4884 - ؛
    ثم قرن الصلح بين المؤمنين المتخاصمين بالتقوى وجعله مدعاة لنزول الرحمة عليهم بقوله تعالى : ((واتقوا الله لعلكم ترحمون )) الحجرات 10 ، لأن الميل للصلح وإيثاره ، انبثاق فطري من التقوى ، والتقوى هي القناة الغيبية التي تنزل منها الرحمة .
    وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيراً.

    المواعظ الإيمانية [ 7 ] Fasel10

    كتاب : المواعظ الإيمانية من الآيات القرآنية
    المؤلف : أمير بن محمد المدري
    منتدى ميراث الرسول - البوابة
    ( صلى الله عليه وسلم )
    المواعظ الإيمانية [ 7 ] E110


      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد 24 نوفمبر 2024 - 7:48