بّسم اللّه الرّحمن الرّحيم
مكتبة علوم الحديث
معرفة علوم الحديث
● [ النوع الحادي والعشرين ] ●
معرفة الناسخ والمنسوخ
هذا النوع منه معرفة ناسخ من منسوخه وأنا ذاكر بمشيئة الله تعالى منه أحاديث يستدل بها على الكثير
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الصفار قال حدثنا أحمد بن مهدي بن رستم قال حدثنا مؤمل بن إسماعيل قال حدثنا شعبة عن عمرو بن دينار عن يحيى بن جدعة عن عبد الله بن عمرو القارئ عن أبي أيوب الأنصاري أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : [ توضئوا مما غيرت النار ] قال أبو عبد الله : هذا الأمر منسوخ والناسخ له ما حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال ثنا محمد بن عوف قال ثنا علي بن عياش قال ثنا شعيب بن أبي حمزة عن محمد بن المنكدر عن جابر قال : كان آخر الأمرين من رسول الله صلى الله عليه و سلم [ ترك الوضوء مما مست النار ]
وحدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال ثنا إبراهيم بن مرزوق قال حدثنا وهب قال ثنا شعبة عن عبد الله بن عبد الله عن أبي ليلى عن البراء أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : [ لا تتوضئوا من لحوم الغنم ]
وحدثنا أبو بكر بن إسحاق الفقيه قال أخبرنا بشر بن موسى قال ثنا الحميدي قال ثنا سفيان قال ثنا ابن المنكدر و عبد الله بن محمد بن عقيل و عمرو عن جابر بن عبد الله : [ أن النبي صلى الله عليه و سلم أكل خبزا ولحما فصلى ولم يتوضأ ]
حديث منسوخ أخبرنا أبو العباس محمد بن أحمد المحبوبي بمرو قال ثنا سعيد بن مسعود قال ثنا النضر بن شميل قال أخبرنا شعبة عن الحكم قال سمعت ابن أبي ليلى يحدث عن عبد الله بن عكيم قال قرئ علينا كتاب رسول الله صلى الله عليه و سلم أن [ لا تنتفعوا من الميتة بإهاب ولا عصب ] قال أبو عبد الله : هذا منسوخ والناسخ له ما حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال ثنا الربيع بن سليمان قال ثنا بشر بن بكر قال حدثنا الأوزاعي قال حدثني الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس [ أن رسول الله صلى الله عليه و سلم مر بشاة ميتة فقال هلا استمتعتم بجلدها ؟ قالوا : يا رسول الله إنها ميتة فقال : إنما حرم أكلها ]
قال الحاكم : هذا حديث مختلف في إسناده والصحيح عن ابن عباس عن ميمونة هكذا رواه مالك بن أنس وغيره عن الزهري
حديث منسوخ : أخبرنا الحسين بن الحسن بن أيوب الطوسي قال ثنا أبو حاتم الرازي قال ثنا أبو اليمان قال حدثنا إسماعيل بن عياش قال ثنا عبد العزيز بن عبيد الله بن حمزة بن صهيب عن وهب بن كيسان و نعيم بن عبد الله المجمر عن جابر بن عبد الله عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : [ ما حسر عنه البحر فكل وما وجدته طافيا فوق الماء فلا تأكله ] والناسخ لذلك ما حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال أخبرنا الربيع بن سليمان قال أخبرنا الشافعي قال أخبرنا مالك عن صفوان بن سليم عن سعيد بن سلمة أن المغيرة بن أبي بردة أخبره أنه سمع أبا هريرة يقول : [ سأل رجل رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : يا رسول الله إنا نركب البحر ونحمل معنا القليل من الماء فإن توضأنا به عطشنا أفنتوضأ من ماء البحر ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : هو الطهور ماؤه الحل ميتته ]
حديث منسوخ : أخبرنا عبد الله بن محمد الفاكهي بمكة قال ثنا عبد الله بن أحمد بن أبي مسرة قال ثنا عبد الله بن يزيد المقرئ عن الليث عن نافع عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : [ لا يأكل أحدكم من أضحيته فوق ثلاثة أيام ]
والناسخ لذلك ما أخبرنا أحمد بن جعفر القطيعي قال ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال حدثني أبي قال ثنا محمد بن جعفر قال ثنا شعبة عن عمرو بن دينار عن عطاء عن جابر بن عبد الله قال : [ كنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم نتزود لحوم الأضاحي إلى المدينة ] قال أبو عبد الله : في هذه أخبار كثيرة في قوله صلى الله عليه و سلم [ كنت نهيتكم عن لحوم الأضاحي ألا فكلوا منها وتزودوا ]
حديث منسوخ : أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن عقبة الشيباني بالكوفة قال ثنا إبراهيم بن إسحاق الزهري قال ثنا محمد بن عبيد عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : [ الميت يعذب ببكاء أهله عليه ]
رواه يحيى بن سعيد وقال فيه عن عمر والناسخ لذلك ما أخبرنا أبو بكر بن أبي نصر الداربردي بمرو قال ثنا أحمد بن محمد بن عيسى القاضي ثنا القعنبي عن مالك عن عبد الله بن أبي بكر عن أمه عمرة أنها أخبرته أنها سمعت عائشة رضي الله عنها وذكر لها أن عبد الله بن عمر يقول أن الميت يعذب ببكاء الحي عليه فقالت عائشة : يغفر الله لأبي عبد الرحمن أما أنه لم يكذب ولكنه نسي أو أخطأ [ أن رسول الله صلى الله عليه و سلم مر على يهودية يبكى عليها فقال : إنهم يبكون وإنها تعذب في قبرها ]
قال الحاكم : فقد جعلت هذه الأحاديث الناسخة لما تقدمها مثلا لحديث كثير لا يحتمل الموضع ذكرها
● [ النوع الثاني والعشرون ] ●
معرفة الألفاظ الغريبة في المتونهذا النوع من معرفة الألفاظ الغريبة في المتون وهذا علم قد تكلم فيه جماعة من أتباع التابعين منهم مالك و الثوري و شعبة فمن بعدهم فأول من صنف الغريب في الإسلام النضر بن شميل له فيه كتاب هو عندنا بلا سماع ثم صنف فيه أبو عبيد القاسم بن سلام كتابه الكبير الذي أخبرناه محمد بن محمد بن الحسن الكارزي قال ثنا علي بن عبد العزيز قال ثنا أبو عبيد فحدثني أبو الحسن أحمد بن محمد بن عبدوس بن سلمة العنزي قال ثنا أبو الحسن علي بن محمد الهروي قال سمعت هلال بن العلاء الرقى يقول من الله تعالى ذكره على هذه الأمة بأربعة : بـ الشافعي فقه أحاديث رسول الله صلى الله عليه و سلم و بـ أبي عبيد فسر غرائب أحاديث رسول الله صلى الله عليه و سلم و بـ يحيى بن معين نفي الكذب عن أحاديث رسول الله صلى الله عليه و سلم لولاهم لذهب الإسلام
قال أبو عبد الله وقد صنف الغريب بعد أبي عبيد جماعة منهم علي بن المديني و إبراهيم بن إسحاق الحربي و عبد الله بن مسلم القتيبي وغيرهم وفي أهل عصرنا من صنفه وأنا ذاكر بمشيئة الله في هذا الوضع من الحديث ما لم يذكره واحد منهم في كتابه ليستدل به على شواهده إن شاء الله
سمعت أبا زكريا يحيى بن محمد العنبري يقول في حديث أنس في قصة الحديبية ( أعطه الحذيا ) قال : البشارة يقال لها الحذيا والعرب تقول حذوته بالحذيا وإنما يعني البشارة بالخير
حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال ثنا الحسن بن علي بن عفان العامري قال ثنا أبو أسامة قال ثنا عامر بن عبيدة الباهلي قال ثنا أبو المليح الهذلي عن أبيه قال : [ كنا مع النبي صلى الله عليه و سلم فأصابنا بغيش من مطر فنادى منادي النبي صلى الله عليه و سلم ونحن في سفر : من شاء أن يصلي في رحله فليفعل ] قال أبو عبد الله : سألت الأدباء عن معنى البغيش فقالوا المطر والعرب تقول بغشة وبغيش
أخبرنا أبو أحمد إسحاق بن محمد بن خالد بن شيرويه بن بهرام الهاشمي بالكوفة قال ثنا أحمد بن حازم بن أبي غرزة قال ثنا خالد بن مخلد القطواني قال ثنا معاوية بن أبي مزرد عن أبيه عن أبي هريرة قال : [ كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يأخذ بيد الحسين بن علي فيرفعه على باطن قدميه فيقول : حزقه حزقه ترق عين بقه اللهم إني أحبه فأحبه وأحب من يحبه ]
قال أبو عبد الله : سألت الأدباء عن معنى هذا الحديث فقالوا لي أن الحزقه المقارب الخطى القصير الذي يقرب خطاه وعين بقه أشار إلى البقة التي تطير ولا شي أصغر من عينها لصغرها وأخبرني بعض الأدباء أن النبي صلى الله عليه و سلم أراد بالبقة فاطمة رضي الله عنها فقال للحسين يا قرة عين بقة ترق والله أعلم
سألت أبا زكريا يحيى بن محمد العنبري عن قول النبي صلى الله عليه و سلم [ المعتكف معكف الذنوب ] فقال المعتكف في معنى المحتبس والمعكوف المحبوس قال الله عز و جل : { والهدي معكوفا } أية محبوسا وروى عن عثمان بن عطاء أنه قال مثل المعتكف كمثل الملازم لغريمه فالمعتكف لذنوبه ملازم باب سيده فيقول لا أبرح من بابك حتى تغفر لي وترحمني ولا يبرح من بابه ساعة واحدة ولذلك نهى المعتكف عن مجامعة النساء لأنه يترك ملازمة الدعاء ويشتغل بلهو النساء قال الله عز و جل : { ولا تباشروهن وأنتم عاكفون في المساجد } والمباشرة ها هنا الجماع وهو مثل قوله : { باشروهن } يعني جامعوهن في ليالي شهر رمضان فأبيح للصائم غير المعتكف الجماع وحظر عليه الجماع في الاعتكاف وإنما تطيروا بذكر الاحتباس فتفاءلوا بذكر الاعتكاف وهو مثل المهر للحرائر والثمن للمماليك والإماء وكذلك الوصي للميت والوكيل للحي والمعنى واحد والله أعلم
سمعت أبا زكريا العنبري يقول حدثنا أحمد بن خالد الدامغاني قال ثنا هشام بن عمار قال ثنا صدقة قال ثنا عثمان بن أبي العاتكة عن علي بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم [ : عليكم بهذا العلم قبل أن يقبض وقبل أن يرفع ثم جمع بين إصبعيه الوسطى والتي تلي الإبهام هكذا ثم قال : العالم والمتعلم في الخير شريكان ولا خير في سائر الناس بعد ] قال أبو زكريا : فالعالم والمتعلم في الأجر سيان كما أن الداعي والمؤمن في الدعاء شريكان قال الله عز و جل في شأن الدعاء في قصة موسى وهارون صلى الله عليهما : { قد أجيبت دعوتكما } كما حدثنا محمد بن عبد السلام قال ثنا إسحاق بن إبراهيم قال ثنا أبو نعيم قال ثنا أبو جعفر الرازي عن الربيع بن أنس عن أبي العالية قال قد أجيبت دعوتكما قال دعى موسى وأمن هارون
سمعت أبا عمر محمد بن عبد الواحد الزاهد صاحب ثعلب يقول أخبرني ثعلب قال أخبرني أبو نصر عن الأصمعي قال : العرب تقول لقست نفسي أي غثت قال ثعلب ومنه النهي في قوله صلى الله عليه و سلم [ لا يقولن أحدكم خبثت نفسي وليقل لقست نفسي ] حدثنا أبو عمر قال ثنا ثعلب عن ابن الأعرابي قال : العرب تقول لقست نفسي أي ضاقت قال ثعلب فعلى قول ابن الأعرابي هو أجود لأن النفس تضيق من الأمر ولا يكون بها غثيان لأن الغثيان ضرب من الوجع
قرأت بخط أبي العباس محمد بن يعقوب عن محمد بن عبد الوهاب قال قلت لـ علي بن عثام : لم سموا نقباء قال : النقيب الضمين ضمنوا لرسول الله صلى الله عليه و سلم إسلام قومهم فسموا بذلك نقباء
حدثنا مكي بن بندار الزنجاني عن بعض مشايخه عن أبي العيناء قال ثنا الأصمعي عن أبي عمرو بن العلاء عن أبيه عن جده قال سمعت عليا يقول :
( طوبى لمن كانت له مزخه ... يزخها ثم ينام الفخة )
● [ النوع الثالث والعشرون ] ●
معرفة المشهور من الحديثهذا النوع من هذه العلوم معرفة المشهور من الأحاديث المروية عن رسول الله صلى الله عليه و سلم والمشهور من الحديث غير الصحيح فرب حديث مشهور لم يخرج في الصحيح من ذلك قوله صلى الله عليه و سلم : [ طلب العلم فريضة على كل مسلم ] ومنه قوله صلى الله عليه و سلم : [ نضر الله امرءا سمع مقالتي فوعاها ] ومنه قوله صلى الله عليه و سلم : [ الخوارج كلاب النار ] ومنه قوله صلى الله عليه و سلم : [ لا نكاح إلا بولي ] ومنه قوله صلى الله عليه و سلم : [ إذا انتصف شعبان فلا صيام حتى يجئ رمضان ] ومنه قوله صلى الله عليه و سلم [ أفطر الحاجم والمحجوم ] ومنه قوله صلى الله عليه و سلم : [ من سئل عن علم فكتمه ألجم يوم القيامة بلجام من نار ] ومنه قوله صلى الله عليه و سلم : [ من مس ذكره فليتوضأ ] ومنه قوله صلى الله عليه و سلم : [ من كان له إمام فقراءة الإمام له قراءة ] ومنه قوله صلى الله عليه و سلم : [ الأذانان من الرأس ] ومنه قوله صلى الله عليه و سلم : [ صلاة القاعد على النصف من صلاة القائم ] فكل هذه الأحاديث مشهورة بأسانيد وطرقها وأبواب يجمعها أصحاب الحديث وكل حديث منها تجمع طرقه في جزء أو جزئين ولم يخرج في الصحيح منها حرف
وأما الأحاديث المشهورة المخرجة في الصحيح فمثل قوله صلى الله عليه و سلم : [ إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل إمرئ ما نوى ] الحديث وقوله صلى الله عليه و سلم : [ إن الله يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من الناس ] الحديث وقوله صلى الله عليه و سلم [ من أتى الجمعة فليغتسل ] وقوله صلى الله عليه و سلم : [ إن خلق أحدكم يجمع في بطن أمه أربعين يوما ] الحديث وقوله صلى الله عليه و سلم : [ أمرت أن أسجد على سبعة أعضاء ] وقوله صلى الله عليه و سلم : [ كل معروف صدقة ] وقوله صلى الله عليه و سلم : [ إنما الإمام ليؤتم به ] وقوله صلى الله عليه و سلم : [ تقتل عمارا الفئة الباغية ] وأمره صلى الله عليه و سلم : [ برفع اليدين في الصلاة عند الركوع ورفع الرأس ] وأمره صلى الله عليه و سلم [ بإفراد الإقامة ] وقوله صلى الله عليه و سلم : [ المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده ] وقوله صلى الله عليه و سلم : [ لا تقاطعوا ولا تدابروا ] والطوالات من الأحاديث مثل حديث الإيمان وحديث الزكوة وحديث الحج وحديث الإفك وحديث التوبة وحديث المعراج وحديث الشفاعة وحديث القبر وحديث أم زرع
ومن الطوالات المشهورة التي لم تخرج في الصحيح حديث الطير وحديث عرض القبائل وحديث والآن العدوى وحديث الشورى وحديث سقيفة بني ساعدة ومقتل عثمان رضي الله عنه وحديث سطيح وعجائب { بسم الله الرحمن الرحيم } وحديث بلوقيا وحديث حليمة وحديث قس بن ساعدة وحديث أم معبد وغيرها من الطولات
فهذه الأنواع التي ذكرنا من المشهورة التي يعرفها أهل العلم وقل ما يخفى ذلك عليهم وهو المشهور الذي يستوي في معرفتها الخاص والعام
وأما المشهور الذي يعرفه أهل الصنعة فمثال ذلك ما حدثنا أبو عبد الرحمن محمد بن عبد الله بن أبي الوزير التاجر قال ثنا أبو حاتم الرازي قال حدثنا محمد بن عبد
الله الأنصاري قال حدثني سليمان التيمي عن أبي مجلز عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه و سلم : [ قنت شهرا بعد الركوع يدعو على رعل وذكوان ]
قال أبو عبد الله : هذا حديث مخرج في الصحيح وله رواة عن أنس غير أبي مجلز وراه عن أبي مجلز غير التيمي ورواه عن التيمي غير الأنصاري ولا يعلم ذلك غير أهل الصنعة فإن الغير إذا تأمله يقول سليمان التيمي هو صاحب أنس وهذا حديث غريب أن يوريه عن رجل عن أنس ولا يعلم أن الحديث عند الزهري و قتادة طرق كثيرة ولا يعلم أيضا أن الحديث بطوله في ذكر العرنيين يجمع ويذاكره بطرقه وأمثال هذا الحديث ألوف من الأحاديث التي لا يقف على شهرتها غير أهل الحديث والمجتهدين في جمعه ومعرفته
● [ النوع الرابع والعشرين ] ●
معرفة الغريب من الحديثهذا النوع منه معرفة الغريب من الحديث وليس هذا العلم ضد الأول فإنه يشتمل على أنواع شتى لا بد من شرحها في هذا الموضع
فنوع منه غرائب الصحيح : مثال ذلك ما حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال حدثنا أحمد بن عبد الجبار قال ثنا يونس بن بكير عن عبد الواحد بن أيمن المخوزمي قال حدثني أيمن قال سمعت جابر بن عبد الله يقول [ كنا يوم الخندق نحفر الخندق فعرضت فيه كذانة وهي الجبل فقلت : يا رسول الله كذانة قد عرضت فيه فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : رشوا عليها ثم قام النبي صلى الله عليه و سلم فأتاها وبطنه معصوب بحجر من الجوع فذكر حديثا طويلا فيه ذكر أهل الصفة ودعوة النبي صلى الله عليه و سلم إياهم وهو حديث في ورقة ] قال الحاكم : رواه البخاري في الجامع الصحيح عن خلاد بن يحيى المكي عن عبد الواحد بن أيمن فهذا حديث صحيح وقد تفرد به عبد الواحد بن أيمن عن أبيه وهو من غرائب الصحيح
ومن ذلك ما حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال حدثنا أبو يحيى زكريا بن يحيى بن أسد قال ثنا سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن أبي العباس الأعمى الشاعر عن عبد الله بن عمرو قال [ لما حاصر النبي صلى الله عليه و سلم أهل الطائف فلم ينل منهم شيئا فقال : ( إنا قافلون إن شاء الله غدا ) فقال المسلمون : أنرجع ولم نفتحه ؟ فقال لهم : اغدوا على القتال فغدوا فأصابهم جراح فقال لهم : إنا قافلون غدا فأعجبهم ذلك فغدا رسول الله صلى الله عليه و سلم ] قال الحاكم : رواه مسلم في المسند الصحيح عن أبي بكر بن أبي شيبة وغيره عن سفيان وهو غريب صحيح فإني لا أعلم أحدا حدث به عن عبد الله بن عمرو غير أبي العباس السائب بن فروخ الشاعر ولا عنه غير عمرو بن دينار ولا عنه غير سفيان بن عيينة فهو غريب صحيح
والنوع الثاني من غريب الحديث غرائب الشيوخ : مثاله ما حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال ثنا الربيع بن سليمان قال أخبرنا الشافعي قال أخبرنا مالك عن نافع عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : [ لا يبيع حاضر لباد ]
قال الحاكم : هذا حديث غريب لـ مالك بن أنس عن نافع وهو إمام يجمع حديثه تفرد به عنه الشافعي وهو إمام مقدم لا نعلم أحدا حدث به عنه غير الربيع بن سليمان وهو ثقة مأمون
حدثنا أبو العباس محمد بن أحمد المحبوبي بمرو قال حدثنا سعيد بن مسعود قال حدثنا النضر بن شميل قال ثنا شعبة عن حصين عن أبي وائل عن عبد الله حديث التشهد
قال الحاكم : هذا حديث يعد في أفراد النضر بن شميل عن شعبة وقد تابعه بدل بن المحبر ولا أعلم راويا عن النضر بن شميل غير سعيد بن مسعود
والنوع الثالث من غريب الحديث غرائب المتون : مثال ذلك ما حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن إسحاق الخزاعي بمكة قال حدثنا أبو يحبى بن مسرة قال حدثنا خلاد بن يحيى قال ثنا أبو عقيل عن محمد بن سوقة عن محمد بن المنكدر عن جابر قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : [ إن هذا الدين متين فأوغل فيه برفق ولا تبغض إلى نفسك عباد الله فإن المنبت لا أرضا قطع ولا ظهرا أبقى ]
قال الحاكم : هذا حديث غريب الإسناد والمتن فكل ما روي فيه فهو من الخلاف على محمد بن سوقة فأمنا ابن المنكدر عن جابر فليس يرويه غير محمد بن سوقة وعنه أبو عقيل وعنه خلاد بن يحيى
حدثنا أبو الحسن محمد بن المظفر الحافظ قال حدثنا عبد الله بن محمد بن غزوان قال ثنا علي بن جابر قال ثنا محمد بن خالد بن عبد الله قال ثنا محمد بن فضيل قال ثنا محمد بن سوقة عن إبراهيم عن الأسود عن عبد الله قال : قال النبي صلى الله عليه و سلم : [ يا عبد الله أتاني ملك فقال : يا محمد وسل من أرسلنا من قبلك من رسلنا على ما بعثوا ؟ قال قلت : على ما بعثوا ؟ قال : على ولايتك وولاية علي بن أبي طالب ]
قال الحاكم : تفرد به علي بن جابر عن محمد بن خالد عن محمد بن فضيل ولم نكتبه إلا عن ابن مظفر وهو عندنا حافظ ثقة مأمن فهذه الأنواع التي ذكرتها مثال لألوف من الحديث يجري على مثالها وسننها
● [ النوع الخامس والعشرين ] ●
معرفة الأفراد من الأحاديثهذا النوع منه معرفة الأفراد من الأحاديث وهو على ثلاثة أنواع : فالنوع الأول منه معرفة سنن رسول الله صلى الله عليه و سلم يتفرد بها أهل مدينة واحدة عن الصحابي ومثال ذلك ما حدثنا أبو نصر أحمد بن نهل الفقيه ببخارا قال ثنا صالح بن محمد بن حبيب الحافظ قال ثنا علي بن حكيم قال ثنا شريك عن أبي الحسناء عن الحكم بن عتيبة عن حنش قال : [ كان علي رضي الله عنه يضحي بكبشين بكبش عن النبي صلى الله عليه و سلم وبكبش عن نفسه وقال : كان أمرني رسول الله صلى الله عليه و سلم أن أضحي عنه فأنا أضحي عنه أبدا ]
قال الحاكم : تفرد به أهل الكوفة من أول الإسناد إلى آخره لم يشركهم فيه أحد ومنه ما حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال ثنا هلال بن العلاء الرقي قال حدثنا أبو الوليد قال ثنا همام عن قتادة عن أبي نضرة عن أبي سعيد قال : [ أمرنا رسول الله صلى الله عليه و سلم أن نقرأ فاتحة الكتاب وما تيسر ]
قال الحاكم : تفرد بذكر الأمر فيه أهل البصرة من أول الإسناد إلى آخره لم يشركهم في هذا اللفظ سواهم
ومنه ما حدثنا أبو علي محمد بن علي بن عمر المذكر قال ثنا أبو الأزهر قال حدثنا ابن أبي فديك قال أخبرنا الضحاك بن عثمان عن أبي النضر عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن عائشة [ لما توفي سعد بن أبي وقاص قالت : ( ادخلوا به المسجد حتى أصلي عليه فأنكر ذلك عليها فقالت : والله لقد صلى رسول الله صلى الله عليه و سلم على سهيل بن بيضاء وأخيه في المسجد ]
قال الحاكم : تفرد به أهل المدينة ورواته كلهم مدنيون وقد روي بإسناد آخر عن موسى بن عقبة عن عبد الواحد بن حمزة عن عبد الله بن الزبير عن عائشة وكلهم مدنيون لم يشركهم فيه أحد
ومنه ما حدثني أبو علي الحسين بن علي الحافظ قال ثنا أبو الطاهر محمد بن أحمد بن أبي عبد الله المديني بمصر قال حدثنا حرملة بن يحيى قال ثنا بن وهب قال ثنا عمرو بن الحارث عن حبان بن واسع بن حبان عن أبيه عن عبد الله بن زيد الأنصاري : قال [ رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم يتوضأ فأخذ ماء لأذنيه خلاف الماء الذي مسح به رأسه ]
قال الحاكم : هذه سنة غريبة تفرد بها أهل مصر ولم يشركهم فيها أحد
ومنه ما حدثنا أبو بكر أحمد بن إسحاق الإمام قال أخبرنا إسماعيل بن قتيبة قال حدثنا يحيى بن يحيى قال ثنا إسماعيل بن عياش عن عبد الرحمن بن زياد بن أنعم عن عبد الرحمن بن رافع عن عبد الله بن عمر عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال لأصحابه : [ ألا إنه ستفتح عليكم أرض العجم ـ أو قال الأعاجم ـ وفيها بيوت تدعى الحمامات ألا وهن حرام على رجال أمتي إلا بأزر وعلى نساء أمتي إلا نفساء أو سقيمة ]
قال الحاكم : تفرد بذكر الحمامات على النساء أهل الشام بهذا الإسناد
[ ومنه ما ] أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن إسحاق الخزاعي بمكة قال ثنا أبو يحيى عبد الله بن أحمد بن زكريا بن أبي مسرة المكي قال حدثنا خلاد بن يحيى المكي قال ثنا إسماعيل بن عبد الملك وهو ابن أبي الصفير مكي عن عبد الله بن أبي مليكة وهو مكي عن عائشة رضي الله عنها [ أن رسول الله صلى الله عليه و سلم خرج من عندها فقالت : يا رسول الله خرجت من عندي وأنت طيب النفس لما رأيت من أمتك ثم رجعت إلي خاثرا حزينا فقال : ( إني دخلت الكعبة وودت أن لم أكن دخلتها إن أكون أتعبت أمتي ]
قال الحاكم : هذا حديث تفرد به أهل مكة وليس في رواته إلا مكي
ومنه ما حدثنا أبو أحمد علي بن محمد الحنيني بمرو قال حدثنا إبراهيم بن هلال البوزنجردي قال ثنا علي بن الحسن بن شقيق قال سمعت أبا حمزة السكري يقول استشار قتيبة بن مسلم أهل مرو في رجل يجعله على القضاء فأشاروا عليه عبد الله بن بريدة فدعاه وقال له : إني قد جعلتك على القضاء بخراسان فقال ابن بريدة : ما كنت لأجلس على قضاء بعد حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم سمعته من ابن بريدة يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : [ القضاة ثلاثة فإثنان في النار وواحد في الجنة : فأما الاثنان فقاض قضى بغير الحق وهو يعلم فهو في النار وقاض قضى بغير الحق وهو لا يعلم فهو في النار وأما الواحد الذي هو في الجنة فقاض قضى بالحق فهو في الجنة ]
قال الحاكم : هذا حديث تفرد به الخراسانيون فإن رواته عن آخرهم مراوزة
والنوع الثاني من الأفراد أحاديث يتفرد بروايتها رجل واحد عن إمام عن الأئمة
ومثال ذلك ما حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال ثنا أحمد بن شيبان الرملي قال ثنا سفيان بن عيينة عن الزهري عن نافع عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه و سلم [ بعث سرية إلى نجد فبلغت سهمانهم اثني عشر بعيرا فنفلنا النبي صلى الله عليه و سلم بعيرا بعيرا ]
قال الحاكم : تفرد به سفيان بن عيينة عن الزهري وعنه أحمد بن شيبان الرملي
ومنه ما حدثنا أبو الحسن علي بن الفضل السامري في بغداد قال ثنا الحسن بن عرفة قال حدثنا إبراهيم بن محمد المدني عن الزهري عن عروة عن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم [ سدوا هذه الأبواب الشوارع التي في المسجد إلا باب أبي بكر فإني لا أعلم رجلا من الصحابة أحسن يدا من أبي بكر رضي الله عنه ]
قال الحاكم : تفرد به إبراهيم بن محمد المدني عن الزهري وعنه الحسن بن عرفة
ومنها ما حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال ثنا هارون بن سليمان الإصبهاني قال ثنا عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان عن منصور و الأعمش و واصل الأحدب عن أبي وائل عن عمرو بن شرحبيل عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال [ قلت : يا رسول الله أي الذنب أعظم ؟ قال : ( أن تجعل لله ندا وهو خلقك قلت : ثم ماذا ؟ قال : أن تقتل ولدك خشية أن يأكل معك قلت : ثم ماذا ؟ قال : أن تزاني حليلة جارك ]
وقال : تفرد بن عبد الرحمن بن مهدي عن الثوري عن واصل
قال أبو عبد الله : هذا النوع من الأفراد يكثر ولا يمكن ذكره لكثرته وهو عند أهل الصناعة متعارف وقد ذكرنا مثاله
فأما النوع الثالث من الأفراد فإنه أحاديث لأهل المدينة تفرد بها عنهم أهل مكة مثلا وأحاديث لأهل مكة ينفرد بها عنهم أهل المدينة مثلا وأحاديث ينفرد بها الخراسانيون عن أهل الحرمين مثلا وهذا نوع يعز وجوده وفهمه
ومثال ذلك ما حدثنا أبو بكر محمد بن عبد الله الشافعي قال ثنا موسى بن سهل بن كثير قال ثنا إسماعيل بن علية عن خالد الحذاء عن ابن أشوع عن الشعبي عن وراد قال كتب معاوية بن أبي سفيان إلى المغيرة : [ أكتب إلي بشيء سمعته من رسول الله صلى الله عليه و سلم فكتب إليه أنه كان ينهى عن قيل وقال وكثرة السؤال وإضاعة المال ]
قال الحاكم : سعيد بن عمرو بن أشوع شيخ من ثقات الكوفيين يجمع حديثه ويعز وجوده ولي هذا الحديث عن الكوفيين عنه إننا نفرد به أبو المنازل خالد بن مهران الحذاء : البصري عنه
وحدثنا أبو بكر الشافعي قال ثنا محمد بن شداد قال ثنا أبو زكريا يحيى بن محمد بن قيس قال حدثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : [ كلوا البلح بالتمر فإن الشيطان إذا رآه غضب وقال عاش ابن آدم حتى أكل الجديد بالخلق ]
قال الحاكم : تفرد به أبو زكريا عن هشام بن عروة وهو من أفراد البصريين عن المدنيين فإن يحيى بن محمد بن قيس بصري مخرج حديثه في كتاب مسلم و هشام بن عروة بن الزبير مدني
حدثنا أبو عمرو عثمان بن أحمد بن السماك ببغداد قال ثنا محمد بن عيسى المدايني قال ثنا محمد بن الفضل بن العطية قال حدثنا أبو إسحاق وحدثنا أبو العباس المحبوبي قال حدثنا محمد بن الليث قال ثنا يحيى بن إسحاق الكاجغوني قال : قال ثنا عبد الكبير بن دينار عن ابن إسحاق عن البراء قال : [ كان رجل يقال له نعم فقال له النبي صلى الله عليه و سلم : ( أنت عبد الله ) ] قال أبو عبد الله : أبو إسحاق عمرو بن عبد الله السبيعي إمام تابعي من أهل الكوفة وليس هذا الحديث عند الكوفيين عنه فإن عبد الكبير بن دينار مروزي و محمد بن الفضل بن عطية بخاري وقد تفردا به عنه فهو من أفراد الخراسانيين عن الكوفيين
حدثنا إبراهيم بن عصمة بن إبراهيم العدل و محمد بن سليمان بن منصور المذكر قالا حدثنا الحسين بن داؤد بن معاذ البلخي قال ثنا الفضيل بن عياض قال ثنا منصور عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله بن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : [ يقول الله عز و جل للدنيا يا دنيا اخدمي من خدمني وأتعبي يا دنيا من خدمك ]
قال الحاكم : هذا حديث من أفراد الخراسانيين عن المكيين فإن الحسين بن داؤد بلخي و الفضل بن عياض عداده في المكيين
حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال ثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكيم قال حدثنا خالد بن نزار الأيلي قال أخبرني نافع بن عمر الجمحي عن بشر بن عاصم عن أبيه عن عبد الله بن عمرو بن العاص عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال : [ أبغض الرجال إلى الله البليغ الذي يتخلل بلسانه تخلل الباقرة بلسانها ]
قال الحاكم : وهذا الحديث من أفراد المصريين عن المكيين فإن خالد بن نزار عداده في المصريين و نافع بن عمر مكي
حدثنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن سعيد الرازي قال ثنا الحسين بن داؤد ابن معاذ قال ثنا عبد الله بن المبارك قال أخبرنا محمد بن سوقة عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر قال [ خطبنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه بالجابية فقال : إن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال فينا كمقامي فيكم ]
قال الحاكم : وهذا الحديث من أفراد الخراسانيين عن الكوفيين فإن عبد الله بن المبارك إمام أهل خراسان وهذا يعد في أفراده عن محمد بن سوقه وهو كوفي وقد حدث به أيضا النضر بن إسماعيل البجلي
حدثنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الصفار قال ثنا أبو يحيى عبد الرحمن بن محمد بن سلام الرازي بإصبهان قال ثنا يحيى بن الضريس قال ثنا عيسى بن عبد الله بن عبيد الله بن عمر بن علي بن أبي طالب قال ثنا عن أبيه عن جده عن علي قال : [ نزلت هذه الآية على رسول الله صلى الله عليه و سلم { إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون } فخرج رسول الله صلى الله عليه و سلم ودخل المسجد والناس يصلون بين راكع وقائم فصلى فإذا سائل قال : يا سائل أعطاك أحد شيئا ؟ فقال : لا إلا هذا الراكع لعلي أعطاني خاتما ]
قال الحاكم هذا حديث تفرد به الرازيون عن الكوفيون فإن يحيى بن الضريس الرازي قاضيهم وعيسى العلوي من أهل الكوفة
● [ النوع السادس والعشرين ] ●
معرفة المدلسينهذا النوع من هذه العلوم معرفة المدلسين الذي لا يميز من كتب عنهم بين ما سمعوه وما لم يسمعوه وفي التابعين وأتباع التابعين إلى عصرنا هذا منهم جماعة
حدثنا أبو سهل أحمد بن محمد بن زياد النحوي ببغداد قال ثنا أحمد بن بشر المرثدي قال حدثنا خالد بن خراش قال سمعت حماد بن زيد يقول المدلس متشبع بما لم يعط أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن بطة الإصبهاني قال ثنا محمد بن عبد الله بن رستة الإصبهاني قال ثنا سليمان بن داؤد المنقري قال سمعت عبد الصمد بن عبد الوارث يحدث عن أبيه قال : التدليس ذل قال سليمان : التدليس والغش والغرور والخداع والكذب يحشر يوم تبلى السرائر في نفاذ واحد أخبرنا أبو العباس السياري قال أخبرنا عبدان قال ذكر لـ عبد الله بن المبارك رجل ممن كان يدلس فقال فيه قولا شديدا وأنشد فيه :
( دلس للناس أحاديثه ... والله لا يقبل تدليسا )
قال أبو عبد الله : فالتدليس عندنا على ستة أجناس :
فمن المدلسين من دلس عن الثقات الذين هم في الثقة مثل المحدث أو فوقه أو دونه إلا أنهم لم يخرجوا من عداد الذين يقبل أخبارهم - فمنهم من التابعين أبو سفيان طلحة بن نافع و قتادة بن دعامة وغيرهما
أخبرنا الحسن بن محمد بن إسحاق الأزهري قال : ثنا محمد بن إسحاق قال ثنا محمد بن البراء قال ثنا علي بن المديني قال سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول كان شعبة يرى أحاديث أبي سفيان عن جابر إنما هو كتاب سليمان اليشكري قال : قلت لـ عبد الرحمن : سمعته من شبعة ؟ قال : أو بلغني عنه
سمعت أبا الحسن محمد بن أحمد بن تميم يقول سمعت أبا قلابة بن الرقاشي يقول سمعت علي بن عبد الله يقول شعبة أعلم الناس بحديث قتادة ما سمع مما لم يسمع
قال أبو عبد الله : ففي هذه الأئمة لمذكورين بالتدليس من التابعين جماعة وأتباعهم غير أني لم أذكرهم فإن غرضهم من ذكر الرواية أن يدعوا إلى الله عز و جل فكانوا يقولون ( قال فلان لبعض الصحابة ) فأما غير التابعين فأغراضهم فيه مختلفة
وأما الجنس الثاني من المدلسين فقوم يدلسون الحديث فيقولون ( قال فلان ) فإذا وقع إليهم من ينفر عن سماعاتهم ويلح ويراجعهم ذكروا فيه سماعاتهم
أخبرني قاضي القضاة محمد بن صالح الهاشمي قال ثنا أبو جعفر المستعيني قال ثنا علي بن عبد الله المديني قال : قال أبي ثنا عبد الرزاق قال : أخبرنا معتمر بن سليمان التيمي قال جئت إلى رباح بن زيد فأملى علي كتاب ابن طاؤس فلما فرغت قلت : سمعته من معتمر ؟ قال : لا ولكن أخرج إلي معتمر كتابا فدفعه إلي قال : وحدثنا أبي قال سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول سألت سفيان عن حديث إبراهيم بن عقبة في الرضاع فقال : لم أسمعه حدثني معمر عنه
قال أبي وسمعت يحيى يقول كان هشام بن عروة يحدث عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت : [ ما خير رسول الله بين أمرين وما ضرب بيده شيئا قط ] الحديث قال يحيى فلما سألته قال أخبرني أبي عن عائشة قالت : [ ما خير رسول الله صلى الله عليه و سلم بين أمرين ] لم أسمع من أبي إلا هذا والباقي لم أسمعه إنما هو عن الزهري
أخبرني محمد بن أحمد الذهلي قال حدثنا أبراهيم بن محمد السكري قال ثنا علي بن خشرم قال : قال لنا ابن عيينة عن الزهري فقيل له : سمعته من الزهري ؟ فقال : لا ولا ممن سمعمه من الزهري حدثني عبد الرزاق عن معمر عن الزهري أخبرنا إسماعيل بن محمد بن الفضل الشعراني قال ثنا جدي قال ثنا كثير بن يحيى قال حدثنا أبو عوانة عن الأعمش عن إبراهيم التيمي عن أبيه عن أبي ذر أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : [ فلان في النار ينادي يا حنان يا منان ] قال أبو عوانة قلت للـ أعمش : سمعت هذا من إبراهيم ؟ قال : لا حدثني به حكيم بن جبير عنه
قال أبو عبد الله : نكتفي بما ذكرناه من مثال هذا الجنس فقد صح مثل ذلك عن محمد بن إسحاق و يزيد بن أبي زياد و شباك و أبي إسحاق و مغيرة و هشيم بن بشير وفيما حدثونا أن جماعة من أصحاب هشيم اجتمعوا يوما على أن لا يأخذوا منه التدليس ففطن لذلك فكان يقول في كل حديث يذكره حدثنا حصين ومغيرة عن إبراهيم فلما فرغ قال لهم : هل دلست لكم اليوم ؟ فقالوا : لا فقال لم أسمع من مغيرة حرفا مما ذكرته إنما قلت حدثني حصين و ومغيرة غير مسموع لي والجنس الثالث من التدليس قوم دلسو على أقوام مجهولين لا يدري من هم ومن أين هم مثال ذلك ما أخبرناه الحسن بن محمد بن إسحاق قال ثنا محمد بن أحمد بن البراء قال ثنا علي بن عبد الله قال حدثني حسين الأشقر قال ثنا شعيب بن عبد الله النهمي عن أبي عبد الله عن نوف قال : بت عند علي فذكر كلاما قال ابن المديني فحدثني حسين فقلت لحسين : ممن سمعته ؟ فقال : حدثنيه شعيب عن أبي عبد الله عن نوف فقلت لشعيب : من حدثنك بهذا ؟ قال : أبو عبد الله الجصاص قلت : عن من ؟ قال : عن حماد القصار فلقيت حمادا فقلت : من حدثنك بهاذا ؟ قال : بلغني عن فرقد السبخي عن نوف ؟ فإذا هو قد دلس عن ثلاثة والحديث بعد منقطع و أبو عبد الله الجصاص مجهول و حماد القصار لا يدرى من هو وبلغه عن فرقد و فرقد لم يدرك نوفا ولا رآه
أخبرني أبو سعيد أحمد بن محمد بن عمرو الأحمسي بالكوفة قال ثنا الحسين بن حميد بن الربيع قال ثنا عثمان بن محمد قال حدثني ابن إدريس عن شعبة عن عبد الله بن صبيح عن محمد بن سيرين قال ثلاثة يصدقون من حدثهم أنس و أبو العالية و الحسن
قال أبو عبد الله : قد روى جماعة من الأئمة عن قوم من المجهولين فمنهم سفيان الثوري روي عن أبي همام السكوني و أبي مسكين و أبي خالد الطائي و غيرهم من المجهولين ممن لم يقف على أساميهم غير أبي همام فإنه الوليد بن قيس إن شاء الله وكذلك شعبة بن الحجاج حدث عن جماعة من المجهولين فأما بقية بن الوليد فحدث عن خلق من خلق الله لا يوقف على أنسابهم ولا عدالتهم وقال أحمد بن حنبل : إذا حدث بقية من المشهورين فرواياته مقبولة وإذا حدث عن المجهولين فغير مقبولة و عيسى بن موسى التيمي البخاري الملقب بغنجار شيخ في نفسه ثقة مقبول قد احتج به محمد بن إسماعيل البخاري في الجامع الصحيح غير أنه يحدث عن أكثر من مائة شيخ من المجهولين لا يعرفون بأحاديث مناكير وربما توهم طالب هذا العلم أنه بجرح فيه وليس كذلك
والجنس الرابع من المدلسين قوم دلسو أحاديث رووها عن المجروحين فغيروا أساميهم وكناهم كي لا يعرفوا
أخبرني محمد بن صالح الهاشمي قاضي القضاة قال ثنا أبو جعفر المستعيني قال حدثنا عبد الله بن علي المديني قال حدثني أبي قال : كل ما في كتاب ابن جريج أخبرت عن داؤد بن الحصين وأخبرت عن صالح مولى التوأمة فهو من كتب إبراهيم بن أبي يحيى
سمعت أبا العباس محمد بن يعقوب يقول سمعت العباس بن محمد الدوري يقول سمعت يحيى بن معين يقول إبراهيم بن أبي يحيى لا يكتب حديثه كان جهميا رافضيا قلت لـ يحيى : يروي ابن جريج عن إبراهيم بن أبي يحيى قال حدث عنه : من مات مريضا مات شهيدا
قال أبو عبد الله : وقد كان الثوري يحدث عن إبراهيم بن هراسة فيقول حدثنا أبو إسحاق الشيباني قال سليمان الشاذكوني : من أراد التدين بالحديث فلا يأخذ عن الأعمش ولا عن قتادة إلا ما قالا ( سمعناه )
قال علي بن المديني حدثنا يعلى بن عبيد عن محمد بن إسحاق عن ابن أبي نجيح عن مجاهد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن علي [ أن النبي صلى الله عليه و سلم أهدى مائة بدنة فيها جمل لأبي جهل ] قال ابن المديني فكنت أرى أن هذا من صحيح حديث ابن إسحاق فإذا هو قد دلسه
حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد عن أبيه عن محمد بن إسحاق قال حدثني من لا أتهم عن ابن أبي نجيح عن مجاهد عن ابن عباس فإذا الحديث مضطرب
قال علي : وحدثنا سفيان عن أيوب عن أبي قلابة قال زكاة الأرض يبسها فقلت لـ سفيان فإن وهيبا رواه عن أيوب عن أبي قلابة فقال سفيان رواه أبو عمير الحارث بن عمير عن أيوب فقيل لـ سفيان : من عن أبي عمير ؟ قال : ابنه حمزة فلقيت حمزة بن الحارث فحدثني عن أبيه عن أيوب عن أبي قلابة بهذا الحديث
أخبرني عبد الله بن محمد بن حمويه الدقيقي قال حدثنا جعفر بن أبي عثمان الطيالسي قال حدثني خلف بن سالم قال سمعت عدة من مشايخ أصحابنا تذاكروا كثرة التدليس والمدلسين فأخذنا في تمييز أخبارهم فاشتبه علينا تدليس الحسن بن أبي الحسن و إبراهيم بن يزيد النخعي لأن الحسن كثيرا ما يدخل بينه وبين الصحابة أقواما مجهولين وربما دلس عن مثل عتي بن ضمرة وحنيف بن المنتجب ودغفل بن حنظلة وأمثالهم وإبراهيم أيضا يدخل بينه وبين أصحاب عبد الله مثل هني بن نويرة وسهم بن منجاب وخزامة الطائي وربما دلس عنهم وذكر تدليس أبي إسحاق السبيعي فأكثر من عجائبه وكذلك الحكم ومغيرة وابن إسحاق وهشيم
الجنس الخامس من المدلسين قوم دلسوا عن قوم سمعوا منهم الكثير وربما فاتهم الشيء عنهم فيدلسونه أخبرني قاضي القضاة محمد بن صالح الهاشمي قال ثنا أبو جعفر المستعيني قال حدثنا عبد الله بن علي بن عبد الله بن المديني قال ثنا أبي قال سمعت يحيى بن سعيد يقول حدثنا صالح بن أبي الأخضر قال حديثي منه ما قرأت على الزهري ومنه ما سمعت ومنه ما وجدت في كتاب ولست أفضل ذا من ذا قال يحيى : وكان قدم علينا فكان يقول ( حدثنا الزهري حدثنا الزهري )
قال علي بن المديني : وربما كان سفيان بن عيينة إذا أراد أن يدلس يقول عشرة عن زبيد منهم مالك بن مغول عن مرة عن مرة عن عبد الله : إن الله قسم بينكم أخلاقكم
قال علي : وكان زهير و إسرائيل يقولان عن أبي إسحاق إنه كان يقول ليس أبو عبيدة حدثنا ولكن عبد الرحمن بن الأسود عن أبيه عن النبي صلى الله عليه و سلم في الإستنجاء بالأحجار الثلاثة قال ابن الشاذكوني : ما سمعت بتدليس قط أعجب من هذا ولا أخفى قال أبو عبيدة لم يحدثني ولكن عبد الرحمن عن فلان عن فلان ولم يقل حدثني فجاز الحديث وسار
أخبرني أبو يحيى السمرقندي قال ثنا محمد بن نصر قال حدثني جماعة عن عبد الصمد بن عبد الوارث عن أبيه عن الحسن بن ذكوان عن حبيب بن أبي ثابت عن عاصم بن ضمرة عن علي أن النبي صلى الله عليه و سلم [ نهى عن ثمن الميتة وعن ثمن الخمر والحمر الأهلية وكسب البغي وعن عسب كل ذي فحل ] قال أبو عبد الله محمد بن نصر : وهذا حديث لم يسمعه الحسن بن ذكوان من حبيب بن أبي ثابت وذلك أن محمد بن يحيى حدثنا قال ثنا أبو معمر قال حدثني عبد الوارث عن الحسن بن ذكوان عن عمرو بن خالد عن حبيب بن أبي ثابت و عمرو هذا منكر الحديث فدلسه الحسن عنه
قال أبو عبد الله : ومن هذه الطبقة جماعة من المحدثين المتقدمين والمتأخرين مخرج حديثهم في الصحيح إلا أن المتبحر في هذا العلم يميز بين ما سمعوه وما دلسوه
الجنس السادس من التدليس قوم روا عن شيوخ لم يروهم قط ولو يسمعوا منهم إنا قالوا قال فلان فحمل ذلك عنهم على السماع وليس عندهم عنهم سماع عال ولا نازل
أخبرنا عبد الرحمن بن حمدان الجلاب بهمذان قال حدثنا إبراهيم بن نصر قال ثنا أبو الوليد الطيالسي قال حدثني صاحب لي من أهل الري يقال له أشرس قال : قدم علينا محمد بن إسحاق فكان يحدثنا عن إسحاق بن راشد فقدم علينا إسحاق بن راشد في فجعل يقول ( ثنا الزهري ) و ثنا ( الزهري ) قال فقلت له : أين لقيت بن شهاب ؟ قال : لم ألقه مررت ببيت المقدس فوجدت كتابا له ثم
أخبرني محمد بن صالح الهاشمي قاضي القضاة قال حدثنا محمد بن عبد الله بن الحسين المستعيني قال حدثنا عبد الله بن علي بن المديني قال : قال أبي سمعت يحيى بن سعيد يقول قال علي بن المبارك : كتاب يحيى بن أبي كثير هذا بعث إلي يحيى من اليمامة أو خلفه عندي ولو أسمعه من يحيى يشك في قوله بعث إلي من اليمامة أو خلفه عندي
قال علي سمعت يحيى يقول قال التيمي : ذهبوا بصحيفة جابر إلى الحسن فرواها وذهبوا بها إلى قتادة فرواها وأتوني بها فلم أروها
قال علي قال عبد الرحمن بن مهدي : كان عندي مخرمة كتب لأبيه لم يسمعها منه
قال علي : الحكم من مقسم عن ابن عباس إنما سمع منه أربعة أحاديث والباقي كتاب قال أبي وسئل عن عمرو بن حكام فقال : كان له قريب سمع من شعبة فلما مات أخذ كتبه وقال كان لا يعرف
قال أبي حدثني الحسن بن محمد بن عبد الله بن يزيد قال كان الصباح إذا جاء عبد الوهاب بن مخلد يقول : ترى هذا والله ما صدقه أبوه في شيء وما هو إلا أخذ الكتب
قال أبو عبد الله : هذا باب يطول فليعلم صاحب الحديث أن الحسن لم يسمع من أبي هريرة ولا من جابر و من ابن عمر ولا من ابن عباس شيئا قط وأن الأعمش لم يسمع من أنس وأن الشعبي لم يسمع من صحابي غير أنس وأن الشعبي لم يسمع من عائشة ولا من عبد الله بن مسعود ولا من أسامة بن زيد ولا من علي إنما رآه رؤية ولا من معاذ بن جبل ولا من زيد بن ثابت وأن قتادة لم يسمع من صحابي غير أنس وأن عامة حديث عمرو بن دينار غير مسموعة وأن عامة حديث مكحول عن الصحابة حوالة وأن ذلك كله يخفى إلا على الحافظ للحديث
وقال أبو عبد الله : قد ذكرت في هذه الأجناس الستة أنواع التدليس ليتأمله طالب هذا العلم فيقيس بالأقل على الأكثر ولم أستحسن ذكر أسامي من دلس من أئمة المسلمين صيانة للحديث ورواته غير أني أدل على جملة يهتدي إليها الباحث عن الأئمة الذين دلسوا والذين تورعوا عن التدليس : وهو أن أهل الحجاز والحرمين ومصر والعوالي ليس التدليس من مذهبهم وكذلك أهل خرسان والجبال وإصبهان وبلاد فارس وخوزستان وما وراء النهر لا يعلم أحد من أئمتهم دلس وأكثر المحدثين تدليسا أهل الكوفة ونفر يسير من أهل البصرة فأما مدينة السلام بغداد فقد خرج منها جماعة من أئمة الحديث مثل أبي النضر هاشم بن القاسم و أبي نوح عبد الرحمن بن غزوان و أبي كامل مظفر بن مدرك و أبي محمد يونس بن محمد المؤدب وهم في الطبقة الأولى من أهل بغداد لا يذكر عنهم وعن أقرانهم من الطبقة الأولى التدليس ثم الطبقة الثانية بعدهم الحسن بن موسى الأشيب و سريج بن النعمان الجوهري و معاوية بن عمرو الأزدي و المعلى بن منصور وأقرانهم من هذه الطبقة لم يذكر عنهم التدليس ثم الطبقة الثالثة إسحاق بن عيسى بن الطباع و منصور بن سلمة الخزاعي و سليمان بن داؤد الهاشمي و أبو نصر عبد الملك بن عبد العزيز التمار لم يذكر عنهم وعن طبقتهم التدليس ثم الطبقة الرابعة منهم مثل الهيثم بن خارجة و الحسن بن موسى و خلف بن هشام و داؤد بن عمر الضبي لم يذكر عنهم وعن طبقتهم التدليس ثم الطبقة الخامسة مثل إمام الحديث أحمد بن حنبل ومزكي الرواة يحيى بن معين و صاحب المسند أبي حيثمة زهير بن حرب و عمرو بن محمد الناقد لم يذكر عن واحد منهم التدليس ثم الطبقة السادسة والسابعة فلم يذكر عنهم ذلك إلا أبي بكر محمد بن محمد سليمان الباغندي الواسطي : فحدثني أبو علي الحافظ قال كننت يوما عند أبي بكر بن الباغندي وهو يملى علي فقال لي أبو يزيد عمرو بن يزيد الجرمي فأمسكت عن الكتابة ثم أعاد ثانيا ثم قال : حديث سرار بن مجشر فقلت : قد أغناك الله عنه يا أبا بكر فقد حدثناه أبو عبد الرحمن النسائي قال حدثنا أبو يزيد فإن أخذ أحد من أهل بغداد التدليس فعن الباغندي وحده
معرفة الألفاظ الغريبة في المتون
معرفة المشهور من الحديث
معرفة الغريب من الحديث
معرفة الأفراد من الأحاديث
معرفة المدلسين