منتديات الرسالة الخاتمة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    الحجة في القراءات [ 5 ]

    avatar
    الرسالة
    Admin


    عدد المساهمات : 3958
    تاريخ التسجيل : 01/01/2014

    الحجة في القراءات [ 5 ] Empty الحجة في القراءات [ 5 ]

    مُساهمة من طرف الرسالة الخميس 21 أغسطس 2014 - 5:06

    الحجة في القراءات [ 5 ] Quran011

    بّسم اللّه الرّحمن الرّحيم
    مكتبة علوم القرآن
    الحجة في القراءات السبع
    الحجة في القراءات [ 5 ] 1410
    ● [ ومن سورة هود ] ●
    عليه السلام

    قوله تعالى إني لكم نذير مبين يقرا بفتح الهمزة وكسرها فالحجة لمن فتح أنه أراد ولقد أرسلنا نوحا إلى قومه بأني لكم فلما حذف الباء وصل الفعل فعمل والحجة لمن كسر انه جعل الكلام تاما عند قوله إلى قومه ثم ابتدا مستأنفا فكسر
    قوله تعالى بادي الرأي يقرا بياء مفتوحة وبالهمز فالحجة لمن قرأه بالياء أنه أخذه من بدأ يبدأ إذا أخذ في فعل الشيء فإن وقف عليه واقف استوى المهموز فيه وغيره فكان بياء ساكنة لأن الهمزة تسكن في الوقف وقبلها كسرة فتقلب ياء والهمزة عند الوقف جائزة لا تمتنع لأنها حرف صحيح وإنما تسقط في الوقف إذا كان قبلها ساكن
    قوله تعالى فعميت عليكم يقرأ بضم العين والتشديد وبفتحها والتخفيف فالحجة لمن ضم وشدد أنه دل بذلك على بناء الفعل لما لم يسم فاعله ودليله أنها في حرف عبد الله وأبي فعماها عليكم والحجة لمن فتح وخفف انه جعل الفعل للرحمة ومعناهما قريب يريد فخفيت
    قوله تعالى من كل زوجين اثنين يقرأ بالتنوين والإضافة ها هنا وفي سورة المؤمنين فالحجة لمن نون أنه أراد من كل جنس ومن كل نوع زوجين فجعل التنوين دليلا على المراد والحجة لمن أضاف أنه أراد أن يجعل الزوجين محمولين وجمع بين سائر الأصناف وعنى بقوله زوجين ذكر وأنثى لأن كل اثنين لا ينتفع بأحدهما إلا أن يكون صاحبه معه فكل واحد منهما زوج للآخر وأكد بقوله اثنين كما قال لا تتخذوا إلهين اثنين فأكد من غير لبس
    قوله تعالى باسم الله مجراها يقرأبضم الميم وفتحها وبالإمالة والتفخيم فالحجة لمن ضم أنه أراد المصدر من قولك أجرى يجري مجرى والحجة لمن فتح أنه أراد المصدر من قولك جرت مجرى فأما ضم الميم في مرساها فإجماع وفيه من الإمالة ما في قوله مجراها والحجة في ذلك مذكورة فيما سلف
    قوله تعالى يا بني اركب معنا يقرأبكسر الياء وفتحها وبإدغام الباء في الميم وإظهارها فالحجة لمن كسر الياء أنه أضاف إلى نفسه فاجتمع في الاسم ثلاث ياءات ياء التصغير وياء الأصل وياء الإضافة فحذفت ياء الإضافة اجتزاء بالكسرة التي قبلها لأن النداء مختص بالحذف لكثرة استعماله والحجة لمن فتح أنه أراد يا بنياه فأسقط الألف والهاء وبقى الياء على فتحها ليدل بذلك على ما أسقط والحجة لمن أدغم مقاربة مخرج الحرفين وبناء الباء على السكون للأمر فحسن الإدغام لحسنه في قوله تعالى ودت طائفة والحجة لمن أظهر أنه أتى بالكلام على الأصل لأن الأصل الإظهار والإدغام فرع عليه
    قوله تعالى إنه عمل غير صالح يقرأ بالتنوين ورفع غير وبالفتح ونصب غير فالحجة لمن نون ورفع غير أنه جعله اسما أخبر به عن إن ورفع غير إتباعا له على البدل ومعناه إن سؤالك إياي أن أنجي كافرا ليس من أهلك عمل غير صالح والحجة لمن فتح أنه جعله فعلا ماضيا وفاعله مستتر فيه وغير منصوب لأنه وصف قام مقام الموصوف ومعناه أنه عمل عملا غير صالح
    قوله تعالى فلا تسألني يقرأ بإسكان اللام ونون وياء بعدها وبفتح اللام ونون شديدة وياء بعدها فالحجة لن أسكن اللام أنه جعل السكون علامة للجزم بالنهي والنون والياء كناية عن اسم الله تعالى في محل نصب والحجة لمن فتح اللام وشدد النون أنه أراد تأكيد النهي فالتقى ساكنان سكون اللام للجزم وسكون النون المدغمة فحركت اللام لالتقاء الساكنين وبقيت النون على فتحها وقرأه بعض القراء بكسر النون والحجة له أنه خزل ياء الإضافة واجتزأ بالكسرة منها
    قوله تعالى ومن خزي يومئذ يقرأ وما شاكله في قوله من فزع يومئذ و من عذاب يومئذ بالتنوين وفتح يوم وبترك التنوين وخفض يوم وببناء يوم مع ترك التنوين فالحجة لمن نون ونصب أنه اراد بالنصب خلاف المضاف لأن التنوين دليل والإضافة دليل ولا يجتمع دليلان في اسم واحد والحجة لمن ترك التنوين وأضاف أنه أتى به على قياس ما يجب للأسماء ولمن بناه مع ترك التنوين وجهان أحدهما أنه جعل يوم مع إذ بمنزلة اسمين جعلا اسما واحدا فبناه على الفتح كما بني خمسة عشر
    والثاني أنه لما كانت إذ اسما للوقت الماضي واليوم من أسماء الأوقات أضفتهما إضافة الأوقات إلى الجمل كقولك جئتك يوم قام زيد فيكون كقولك جئتك إذ قام زيد فلما كانت إذ بهذه المثابة بني اليوم معها على الفتح لأنه غير متمكن من الظروف وجعل تنوين إذ عوضا من الفعل المحذوف بعدها لأن معناه يوم إذ قدم الحاج وما شاكل ذلك
    قوله تعالى ألا إن ثمودا كفروا ربهم يقرأ وما شاكله من الأسماء الأعجمية مصروفا وغير مصروف
    فلمن صرفه وجهان أحدهما أنه جعله اسم حي أو رئيس فصرفه والآخر أنه جعله فعولا من الثمد وهو الماء القليل فصرفه والحجة لمن لم يصرفه أنه جعله اسما للقبيلة فاجتمع فيه علتان فرعيتان منعتاه من الصرف إحداهما للتأنيث وهو فرع للتذكير والأخرى التعريف وهو فرع للتنكير
    والقراء مختلفون في هذه الأسماء وأكثرهم يتبع السواد فما كان فيه بألف أجراه وما كان بغير ألف منعه الإجراء
    فأما قوله وآتينا ثمود الناقة فإنما ترك إجراؤه لاستقبال الألف واللام فطرح تنوينه كما قرءوا قل هو الله أحد الله الصمد
    قوله تعالى قالوا سلاما قال سلام يقرأ بإثبات الألف وفتح السين وبكسرها وحذف الألف فالحجة لمن أثبت وفتح أنه جعله من التحية والسلام ومعناه تسلما منكم تسئما أو يريد تركناكم تركا فكأنه قال قالوا تركا فرد عليهم ترك ومنه قولهم لا تكن من فلان إلا سلاما تسلم معناه إلا مباينا له متاركا فالأول منصوب على المصدر والثاني مرفوع بالابتداء والحجة لمن حذف الألف وكسر السين أنه جعله من الصلح والمسالمة يريد قالوا نحن سلم
    قوله تعالى ومن وراء إسحق يعقوب يقرأ برفع الباء ونصبها فالحجة لمن رفع أنه أراد الابتداء وجعل الظرف خبرا مقدما كما تقول من ورائك زيد والحجة لمن نصب أنه رده بالواو على قوله وبشرناها وجعل البشارة بمعنى الهبة فكأنه قال ووهبنا لها من وراء إسحق يعقوب وكان بعض النحاة يقول هو في موضع خفض إلا أنه لا ينصرف وهذا بعيد لأنه عطفه على عاملين الباء ومن
    قوله تعالى فأسر بأهلك يقرأ بقطع الألف ووصلها فالحجة لمن قطع أنه أخذه من أسرى ودليله قوله تعالى سبحان الذي أسرى والحجة لمن وصل أنه أخذه من سرى وهما لغتان أسرى وسرى وبيت النابغة شاهد لهما
    سرت عليه من الجوزاء سارية ... تزجى الشمال عليه جامد البرد
    ويروي أسرت عليه وقيل معنى اسرى سار من أول الليل وسرى سار من آخره
    قوله تعالى إلا امرأتك يقرا بالرفع والنصب فالحجة لمن رفع أنه استثناها من قوله ولا يلتفت منكم أحد والحجة لمن نصب أنه استثناها من قوله فأسر بأهلك
    قوله تعالى وأما الذين سعدوا يقرأ بفتح السين وضمها فالحجة لمن فتحها أنه بنى الفعل لهم فرفعهم به والحجة لمن ضمها أنه بنى الفعل لما لم يسم فاعله وسعد يصلح أن يتعدى إلى مفعول وأن لا يتعدى كقولك سعد زيد وسعده الله وجبر زيد وجبره الله قال العجاج فأتى باللغتين
    قد جبر الدين الإله فجبر ... وعور الرحمن من ولى العور
    قوله تعالى وإن كلا لما ليوفينهم يقرأ بتشديد إن وتخفيفها فالحجة لمن شدد أنه أتى بالحرف على أصل ما بني عليه فنصب به الأسم والحجة لمن خفف أنه جعلها مخففة من المثقلة فأعملها عمل المثقلة لأنها مشبهة بالفعل فلما كان الفعل يحذف منه فيعمل عمله تاما كقولك سل زيدا أو قل الحق كانت إن بهذه المثابة
    ولو رفع ما بعدها في التخفيف لكان وجها واحتج أنه لما كانت إن مشبهة بالفعل لفظا ومعنى عملت عمله والمشبه بالشيء أضعف من الشيء فلما خففت عاد الاسم بعدها إلى الابتداء والخبر لأنها عليه دخلت
    قوله تعالى لما ليوفينهم يقرا بتشديد الميم وتخفيفها فالحجة لمن خفف أنه جعل اللام داخلة على خبر إن وليوفينهم لام تحتها قسم مقدر وما صفة عن ذات الآدميين كقولك إن عندي لما غيره خير منه والحجة لمن شدد إنه أراد لمن ما فقلب لفظ النون ميما ثم أدغمها في الميم بعد أن أسقط إحدى الميمات تخفيفا واختصارا لأنهن ثلاث في الأصل
    قوله تعالى وإليه يرجع الأمر كله يقرأ بفتح الياء وكسر الجيم وبضم الياء وفتح الجيم فالحجة لمن ضم أنه أراد يرد الأمر والحجة لمن فتح أنه أراد يصير الأمر ومعناهما قريب
    قوله تعالى وما ربك بغافل عما يعملون يقرأ بالياء والتاء وقدمنا من ذكره في نظائره ما يغني عن إعادته إن شاء الله
    ● [ ومن سورة يوسف ] ●
    عليه السلام
    قوله تعالى يا أبت يقرأ بفتح التاء وكسرها فالحجة لن فتح أنه أراد يا أبة بالهاء ثم رخم الهاء فبقي يا أب ثم أعاد إلى الاسم هاء السكت وأدرج فبقيت
    سورة يوسف الهاء على فتحها كقولك يا طلح في الترخيم ثم تأتي بالهاء فتقول يا طلحة أقبل قال النابغة
    كليني لهم يا أميمة ناصب ... وليل أقاسيه بطيء الكواكب
    فهذه الهاء ليست التي كانت في الاسم ولكنها المردودة بعد الحذف والدليل على ذلك فتحها والحجة لمن كسرها أنه أراد الإضافة إلى النفس فاجتزأ بالكسرة من الياء لكثرة الحذف في النداء فأما الوقف على يا ابت فبالهاء والتاء والحجة لمن وقف بالهاء أنه شبهها بالهاء التي في عمة وخالة فإذا وقف على هذه أخلص لفظها هاء وإنما الهاء ها هنا عوض عن ياء الإضافة لأنهم كانوا يحذفونها كما يحذفون التنوين فجاءوا بهذه الهاء في الأم توكيدا للتأنيث وفي الأب إذ لم يكن له تأنيث من لفظه لأنك تقول أبوان لأم وأب ولا تقول لهما أمان فصار أب وأبه اسمين للأب معا ولا يقع هذا في غير النداء والحجة لمن وقف عليها بالتاء أن أصل كل هاء وقعت للتأنيث فرقا أن ترد إلى التاء في الوقف والدرج لأن التاء الأصل والدليل على ذلك قولك قامت جاريتك فالتاء الأصل لأنه قد تدخل الهاء في أسماء المذكر وصفاته فلذلك ردت الهاء إلى التاء
    قوله تعالى آيات للسائلين يقرأ بالتوحيد والجمع فالحجة لمن وحد أنه جعل أمر يوسف عليه السلام كله عبرة وآية ودليله قوله لقد كان في قصصهم عبرة يقل عبرا ويكون قد ناب بالواحد عن الجميع كقوله أو الطفل والحجة لمن جمع أنه جعل كل فعل من أفعاله آية فجمع لذلك وسهله عليه كتبها في السواد بالتاء
    ووزن آية عند الفراء فعلة أية وعند الكسائي فاعلة آيية وعند سيبويه فعلة أيية
    قوله تعالى مبين اقتلوا يقرا بضم التنوين وكسره وقد ذكرت علته في النساء
    قوله تعالى إن كنتم للرؤيا تعبرون يقرا بالتفخيم والإمالة فالحجة لمن فخم أنه أتى به على الأصل والحجة لمن أمال أنه دل بالإمالة على أن ألفها ألف تأنيث لأنها راجعة إلى التاء لفظا
    وروي عن الكسائي أنه أمال هذه وفتح قوله لا تقصص رؤياك فإن كان فعل ذلك ليفرق بين النصب والخفض فقد وهم وإن كان أراد الدلالة على جواز اللغتين فقد أصاب لأن اللفظ بهما للقصر الذي فيهما واحد في جميع وجوه الإعراب
    قوله تعالى في غيابة الجب يقرا بالتوحيد والجمع فالحجة لمن وحد أنه أراد موضع وقوعه فيه وما غيبه منه لأنه جسم واحد شغل مكانا واحدا والحجة لمن جمع أنه أراد ظلم البئر ونواحيه فجعل كل مكان في غيابة
    قوله تعالى نرتع ونلعب يقرآن بالنون والياء وبكسر العين وإسكانها فالحجة لمن قرأهما بالنون أنه أخبر بذلك عن جماعتهم والحجة لمن قرأه بالياء أنه أخبر بذلك عن يوسف دون إخوته والحجة لمن أسكن العين أنه أخذه من رتع يرتع إذا اتسع في الأرض مرحا ولهوا ونلعب نلهو ونسر والحجة لمن كسرها أنه أخذه من الرعى واصله إثبات الياء فيه فحذفها دلالة على الجزم لأنه جواب للطلب في قولهم أرسله معنا فبقيت العين على الكسر الذي كانت عليه
    فإن قيل كيف يلعبون وهم أنبياء فقل لم يكونوا إذ ذاك أنبياء
    قوله تعالى لئن أكله الذئب يقرأ الذئب بإثبات الهمزة وتركها فالحجة لمن همز أنه اتى به على أصله لأنه مأخوذ من تذؤب الريح وهو هبوبها من كل وجه فشبه بذلك لأنه إذا حذر من وجه أتى من آخر والحجة لمن ترك الهمزة أنها ساكنة فأراد بذلك التخفيف
    قوله تعالى يا بشراي يقرأبإثبات الألف وفتح الياء وبطرحها وإسكان الياء فالحجة لمن أثبتها أنه أراد الإضافة إلى نفسه كقوله يا حسرتي ويا ويلتي والحجة لمن طرح أنه جعله اسم غلام مأخوذ من البشارة مبني على وزن فعلى
    فأما الإمالة فيه فلمكان الراء وحقيقتها على الياء فأشار بالكسر إلى الراء ليقرب من لفظ الياء
    قوله تعالى هيت لك يقرأبفتح الهاء وكسرها وبضم التاء وفتحها فالحجة لمن فتح الهاء وضم التاء أنه شبهه ب حيث ومن كسر الهاء وفتح التاء فإنما كسرها لمكان الياء والحجة لمن فتح الهاء والتاء أنه جعله مثل الهاء في هلم وفتح التاء لأنها جاءت بعد الياء الساكنة كما قالوا أين وليت وكيف
    قوله تعالى إنه من عبادنا المخلصين يقرأبفتح اللام وكسرها فالحجة لمن فتح أنه أراد أسم المفعول به من قولك أخلصهم الله فهم مخلصون والحجة لمن كسر أنه أراد اسم الفاعل من أخلص فهو مخلص ومنه قوله تعالى في سورة مريم إنه كان مخلصا
    قوله تعالى حاشى لله يقرأ بإثبات الألف في آخره وصلا ووقفا وبحذفها في الوجهين معا فالحجة لمن أثبتها أنه اخذه من قولك حاشى يحاشي والحجة لمن حذف أنه اكتفى بالفتحة من الألف فحذفها واتبع فيها خط السواد
    ومعناها ها هنا معاذ الله وهي عند النحويين بمعنى أستثني واستشهدوا بقول النابغة ... وما أحاشي من الأقوام من أحد ...
    قوله تعالى دأبا يقرأبإسكان الهمزة وفتحها فالحجة لمن أسكن أنه أراد المصدر والحجة لمن فتح أنه أراد الاسم ويجوز أن يكون أصله الفتح فأسكن تخفيفا والعرب تستعمل ذلك فيما كان ثانيه حرفا من حروف الحلق مثل النهر والمعز والدأب معناه المداومة على الشيء وملازمته والعادة قال الكميت ... هل تبلغنيكم المذكرة ال ... وجناء والسير مني الدأب والاختيار السكون لإجماعها عليه في قوله كدأب آل فرعون
    قوله تعالى وفيه يعصرون يقرأ بالياء والتاء فالحجة لمن قرأ بالياء أنه رده على قوله فيه يغاث الناس
    ومن قرأه بالتاء فحجته أنه خصهم بذلك دون الناس
    قوله تعالى حيث يشاء يقرأ بالياء والنون فالحجة لمن قرأه بالياء أنه جعل الفعل ليوسف والحجة لمن قرأه بالنون أنه جعل الإخبار بالفعل لله تعالى لأن المشيئة له لا ليوسف إلا بعد مشيئته عز و جل
    قوله تعالى وقال لفتيته يقرأبالياء والتاء وبالألف والنون فالحجة لمن قرأه بالياء أنه أراد الجمع القليل مثل غلمة وصبية والحجة لمن قرأه بالألف والنون أنه أراد الجمع الكثير مثل غلمان وصبيان
    فإن قيل وزن فتى فعل وفعل لا يجمع على فعلة فقل لما وافق غلمانا في الجمع الكثير جمعوا بينهما في القليل ليوافقوا بينهما
    قوله تعالى نكتل يقرأ بالنون والباء فالحجة لمن قرأه بالياء أنه أراد انفراد كل واحد منهم بكيله والحجة لمن قرأه بالنون أنه أخبر بذلك عن جماعتهم وأدخل أخاهم في الكيل معهم
    وأصله نفتعل فاستثقلوا الكسرة على الياء فحذفت فانقلبت الياء ألفا لانفتاح ما قبلها فالتقى ساكنان فحذفت لالتقاء الساكنين
    قوله تعالى فلما استيأسوا منه يقرأبتقديم الياء قبل الهمزة فيكون الياء فاء الفعل وبتقديم الهمزة قبل الياء فيكون الياء عين الفعل ومثله حتى إذا استيأس الرسل فالحجة لمن جعل الياء فاء الفعل أنه أخذه من قولهم يئس ييأس يأسا والحجة لمن جعل الهمزة فاء الفعل أنه أخذه من قولهم أيس يأيس إياسا
    وقد قرئ بتخفيف الهمزة فالحجة لمن خففها وجعل الياء فاء الفعل أنه يجعلها ياء مشددة لأنه أدغم فاء الفعل لسكونها في العين وحركها بحركتها والحجة لمن خففها والهمزة فاء الفعل أنه يجعلها ألفا خفيفة للفتحة قبلها
    قوله تعالى خير حافظا يقرأ بإثبات الألف بعد الحاء وبحذفها والأصل فيهما والله خيركم حفظا وحافظا فنصب قوله حفظا على التمييز ونصب قوله حافظا على الحال ويحتمل التمييز وإنما كان أصله الإضافة فلما حذفها خلفها بالتنوين
    فإن قيل فما الفرق بين قولهم زيد أفره عبد بالخفض وزيد أفره عبدا بالنصب فقل إذا خفضوا فالفاره هو العبد وإنما مدحته في ذاته وإذا نصبوا فالعبد غير زيد ومعناه زيد أفرهكم عبدا أو أفره عبدا من غيره فهذا فرقان بين
    قوله تعالى إلا رجالا يوحى إليهم يقرا بالياء والنون وفتح الحاء مع الياء وكسرها مع النون فالحجة لمن قرأه بالياء أنه جعله فعل ما لم يسم فاعله والحجة لمن قرأه بالنون أنه جعله من إخبار الله تعالى عن نفسه بالنون
    قوله تعالى أئنك يقرأ بهمزتين محققتين وبهمزة ومدة وياء بعدها وبالإخبار من غير استفهام فالحجحة لم حقق أن الأولى للاستفهام والثانية همزة إن فأتى بهما على أصلهما والحجة لمن همزه ومد وأتى بالياء أنه فرق بين الهمزتين بمدة ثم لين الثانية فصارت ياء لانكسارها والحجة لمن أخبر ولم يستفهم أجابته لهم بقوله أنا يوسف ولو كانوا مستفهمين لأجابهم بنعم أولا ولكنهم أنكروه فأجابهم محققا
    قوله تعالى إنه من يتق ويصبر القراءة بكسر القاف وحذف الياء علامة للجزم بالشرط إلا ما رواه قنبل عن ابن كثير بإثبات الياء وله في إثباتها وجهان أحدهما أن من العرب من يجرى الفعل المعتل مجرى الصحيح فيقول لم يأتي زيد وأنشد
    ألم يأتيك والأنباء تنمى ... بما لاقت لبون بني زياد
    والاختيار في مثل هذا حذف الياء للجازم لأن دخول الجازم على الأفعال يحذف الحركات الدالة على الرفع إذا وجدها فإن عدمها لعلة حذفت الحروف التي تولدت منها الحركات لأنها قامت مقامها ودلت على ما كانت الحركات تدل عليه وإنما يجوز إثباتها مع الجازم في ضرورة الشاعر
    والوجه الثاني أنه أسقط الياء لدخول الجازم ثم بقى القاف على كسرتها وأشبعها لفظا فحدثت الياء للإشباع كما قال الشاعر
    أقول إذ خرت على الكلكال ... يا ناقتي ما جلت من مجال
    قوله تعالى أنهم قد كذبوا يقرأ بتشديد الذال وتخفيفها فالحجة لمن شدد أنه جعل الظن للأنبياء بمعنى العلم يريد ولما علموا أن قومهم قد كذبوهم جاء الرسل نصرنا والحجة لمن خفف أنه جعل الظن للكفرة بمعنى الشك وتقديره وظن الكفرة أن الرسل قد كذبوا فيما وعدوا به من النصر
    قوله تعالى فننجي يقرأ بجيم مشددة وفتح الياء وبنونين وسكون الياء فالحجة لمن قرأه بنون واحدة أنه جعله فعلا ماضيا بني لما لم يسم فاعله وسهل ذلك عليه كتابته في السواد بنون واحدة لأنها خفيت للغنة لفظا فحذفت خطا والحجة لمن قرأه بنونين أنه دل بالأولى على الاستقبال وبالثانية على الأصل وأسكن الياء علما للرفع
    ● [ ومن سورة الرعد ] ●
    قوله تعالى يغشى الليل النهار يقرأ بالتشديد والتخفيف وقد ذكرت علته في الأعراف
    قوله تعالى وزرع ونخيل صنوان وغير صنوان يقرأ ذلك كله بالرفع
    سورة الرعد والخفض فالحجة لمن رفع أنه رده على قوله وفي الأرض قطع متجاورات وجنات والحجة لمن خفض أنه رده على قوله من أعناب وزرع
    فإن قيل لم ظهرت الواو في صنوان وحقها الإدغام فقل عن ذلك جوابان أحدهما أنها لو أدغمت لأشبه فعلان فعالا والآخر أن سكون النون ها هنا وفي قوله بنيان وقنوان عارض لانها قد تتحرك في الجمع والتصغير فلما كان السكون فيها غير لازم كان الإدغام كذلك
    قوله تعالى تسقى بماء واحد يقرأ بالياء والتاء فالحجة لمن قرأه بالياء أنه أراد يسقى المذكور والحجة لمن قرأه بالتاء أنه رده على لفظ جنات ولفظها مؤنث
    قوله تعالى ونفضل يقرأ بالياء والنون فالحجة لمن قرأه بالياء أنه جعله إخبارا عن الله تعالى من الرسول والحجة لمن قرأه بالنون أنه جعله من إخبار الله تعالى عن نفسه
    وقوله تعالى أئذا كنا ترابا أئنا يقرآن بالاستفهام فيهما وباستفهام الأول والإخبار في الثاني وقد تقدم ذكر علله والاحتجاج لمن قرأ به
    قوله تعالى المتعال يقرأبإثبات الياء وصلا ووقفا وبإثباتها وصلا وحذفها وقفا وبحذفها وصلا ووقفا فالحجة لمن أثبتها وصلا ووقفا أنه أتى بالكلمة على ما أوجبه القياس لها لأن الياء إنما كانت تسقط لمقارنة التنوين في النكرة فلما دخلت الألف واللام زال التنوين فعاد لزواله ما سقط لمقارنته والحجة لمن أثبتها وصلا وحذفها وقفا أنه اتبع خط السواد في الوقف وأخذ بالأصل في الوصل فأتى بالوجهين معا والحجة لمن حذفها فيهما أن النكرة قبل المعرفة فلما سقطت فيها الياء ثم دخلت الألف واللام دخلتا على شيء محذوف فلم يكن لهما سبيل إلى رده وله أن يقول إن العرب تجتزئ بالكسرة من الياء فلذلك سقطت الياء في السواد
    ووزن متعال متفاعل من العلو لام الفعل منن واو انقلبت ياء لوقوعها طرفا وكسر ما قبلها
    والدليل على أن اللغة لا تقاس وإنما تؤخذ سماعا قولهم الله متعال من تعالى ولا يقال متبارك من تبارك
    فأما قولهم تعال يا رجل فكان أصله ارتفع ثم كثر استعماله حتى قيل لمن كان في أعلى الدار تعال إلى اسفل
    فإن قيل كيف تنهي من قولك تعال لأن نقيض الأمر النهي فقل إن العرب إذا غيرت كلمة عن جهتها أو جمعت بين حرفين أو أقامت لفظا مقام لفظ الزمته طريقة واحدة كالأمثال التي لا تنقل عن لفظ من قيلت فيه أبدا كقولهم في الأمر هلم وهات يا رجل وصه ومه فأمرت بذلك ولم تنه منه لانها حروف أفعال وضعت معانيها للأمر فقط فأجريت مجرى الأمثال اللازمة طريقة واحدة بلفطها
    قوله تعالى أم هل يستوى يقرأ بالتاء والياء وقد مضى الجواب في علته آنفا ومثله ومما توقدون عليه بالتاء والياء
    قوله تعالى وصدوا عن السبيل يقرأ يفتح الصاد وضمها فالحجة لمن قرأها بالفتح أنه دل بذلك على بناء الفعل لفاعله والحجة لمن قرأها بالضم أنه دل بذلك على بناء الفعل لما لم يسم فاعله
    قوله تعالى ويثبت يقرأبالتخفيف والتشديد فالحجة لمن خفف أنه أخذه من أثبت يثبت والحجة لمن شدد أنه أخذه من ثبت يثبت
    ومعناه يبقيه ثابتا فلا يمحوه ومنه يثبت الله الذين آمنوا
    والنحويون يختارون التخفيف لموافقته للتفسير لأن الله تعالى إذا عرضت أعمال عبده عليه أثبت ما شاء ومحا ما شاء
    فإن قيل كيف يمحو ما قد أخبر نبيه عليه السلام بأنه قد فرغ منه فقل إنما فرغ منه علما وعلمه لا يوجب ثوابا ولا عقابا إلا بالعمل فإذا كتب الملك ثم تاب العبد فمحاه الله تعالى قبل ظهور العمل كان ذلك له لأن علمه به قبل الظهور كعلمه به بعده
    قوله تعالى وسيعلم الكافر يقرأ بالتوحيد والجمع فالحجة لمن وحد أنه أراد به أبا جهل فقط والحجة لمن جمع أنه أراد كل الكفار ودليله أنه في حرف أبي وسيعلم الذين كفروا وفي حرف عبد الله وسيعلم الذين كفروا وإنما وقع الخلف في هذا الحرف لأنه في خط الإمام بغير ألف وإنما هو الكفر
    ● [ ومن سورة إبراهيم ] ●
    عليه السلام
    قوله تعالى إلى صراط العزيز الحميد الله يقرأبالرفع والخفض فالحجة لمن رفع أنه جعل الكلام تاما عند قوله الحميد ثم ابتدأ قوله الله الذي فرفعه بالابتداء وإنما حسن ذلك لأن الذي قبله رأس آية والحجة لمن خفض أنه جعله بدلا من قوله الحميد أو نعتا له
    والبصريون يفرقون بين البدل والنعت فما كان حلية للإنسان جاءت بعد اسمه ليفرق بذلك بينه وبين غيره ممن له هذا الاسم فهو النعت كقولك مررت بزيد الظريف وما بدأت فيه بالحلية ثم أتيت بعدها بالاسم فهو البدل كقولك مررت بالظريف زيد فاعرف الفرق في ذلك
    قوله تعالى ألم تر أن الله خلق يقرأبإثبات الألف وطرحها فالحجة لمن أثبتها أنه جعله اسما للفاعل ورفعه بخبر إن وأضافه إلى السموات فكان بالإضافة في معنى ما قد مضى وثبت والحجة لمن طرحها أنه جعله فعلا ماضيا وعداه إلى السموات فنصبها وإن كان النصب فيها كالخفض لأن الكسرة في جمع المؤنث السالم كالياء في جمع المذكر السالم
    قوله تعالى وما أنتم بمصرخي تقرأ بفتح الياء وكسرها فالحجة لمن فتح أنه يقول الأصل بمصرخيني فذهبت النون للإضافة وأدغمت الياء في الياء فالتقى ساكنان ففتح الياء لالتقائهما كما تقول على ومسلمي وعشري والحجة لمن كسر أنه جعل الكسرة بناء لا إعرابا واحتج بأن العرب تكسر لالتقاء الساكنين كما تفتح وإن كان الفتح عليهم أخف وأنشد شاهدا لذلك ... قال لها هل لك يا تا في ... قالت له ما أنت بالمرضي ...
    قوله تعالى لتزول منه الجبال ... يقرأ بفتح اللام الأولى ورفع الفعل وبكسرها ونصب الفعل فالحجة لمن فتح أنه جعلها لام التأكيد فلم تؤثر في الفعل ولم تزله عن أصل إعرابه وهذه القراءة توجب زوال الجبال لشدة مكرهم وعظمه وقد جاء به التفسير والحجة لمن كسر أنه جعلها لام كي وهي في الحقيقة لام الجحد وإن ها هنا بمعنى ما ومثله قوله وما كان الله ليضيع إيمانكم ومعنى ذلك أن مكرهم لأضعف من أن تزول منه الجبال
    قوله تعالى وتقبل دعائي ويقرأ بإثبات الياء وصلا ووقفا وبطرحها وقفا وإثباتها وصلا وبطرحها من الوجهين معا وقد ذكرت علة ذلك فيما سلف
    ● [ ومن سورة الحجر ] ●
    قوله تعالى ربما يود يقرأبتخفيف الباء وتشديدها فالحجة لمن خفف أن الأصل عنده في التشديد باءان أدغمت إحداهما في الأخرى فأسقط واحدة تخفيفا والحجة لمن شدد أنه أتى بلفظها على الأصل وهو الاختيار قال الشاعر ... يا رب سار بات لن يوسدا ... تحت ذراع العنس أو كف اليدا ...
    اختلف النحويون في نصب اليد ها هنا فقال قوم موضعها خفض ولكن الشاعر أتى بها على الأصل واصلها يدي ثم قلب من الياء ألفا فقال اليدا كما قالوا الرحا والعصا والعرب تقلب الألف عند الضرورة ياء ذكر ذلك سيبويه وأنشد
    سورة الحجر ... قواطنا مكة من ورق الحمى ...
    أراد الحمام فأسقط الميم الأخيرة ثم قلب الألف ياء فلما قلبوا ها هنا من الألف ياء قلبوا هناك الياء ألفا
    وقال الأصمعي معنى كف ها هنا قبض وهو فعل ماض واليد منصوبة بتعدي الفعل إليها
    فإن قيل رب موضوعة للتقليل كما وضعت كم للتكثير فما وجه الإتيان بها ها هنا فقل إن العرب استعملت إحداهما في موضع الآخرى ومنه قولهم إذا أنكروا على أحدهم حالا فنهوه فلم ينته ربما نهيت فلانا فأبى
    فإن قيل فما موضع ما بعد رب فقل في ذلك أجوبة منها أن تكون نائبة عن اسم منكور فهي في موضع خفض أو تكون كافة لعمل رب ليقع بعدها الفعل لأنها من عوامل الأسماء أو تكون ما وما وصلت به بمعنى المصدر يريد رب وداد الذين كفروا
    فأما قوله لو كانوا مسلمين فقيل عند معاينة الموت وقيل عند معاينة أهوال يوم القيامة عند إخراج أمة محمد عليه السلام من النار بشفاعته لهم
    قوله تعالى ما تنزل الملائكة يقرأ بفتح التاء وضمها وبالتشديد والرفع وبالنون وكسر الزاي والتشديد والنصب فالحجة لمن فتح التاء أنه أراد تتنزل فأسقط إحدى التائين ورفع الملائكة بفعلهم والحجة لمن ضم التاء أنه دل بذلك على نقل الفعل عن بنائه للفاعل إلى ما لم يسم فاعله ورفع به الملائكة لأن الفعل صار حديثا عنهم لما اختزل الفاعل وكل من حدثت عنه بحديث رفعته بذلك الحديث والحجة لمن قرأبالنون أنه أخبر بذلك عن إخبار الله بالفعل عن نفسه ونصب الملائكة بتعدي الفعل إليهم
    قوله تعالى سكرت أبصارنا يقرأ بتشديد الكاف وتخفيفها فالحجة لمن شدد أنه أراد سدت وغطيت والحجة لمن خفف أنه أراد سحرت ووقفت كما تقول سكرت الماء في النهر إذا وقفته
    وقال الكسائي هما لغتان وإن اختلف تفسيرهما
    قوله تعالى فبم تبشرون يقرأبتشديد النون وتخفيفها مع الكسر وبتخفيفها مع الفتح فالحجة لمن شدد أنه أراد تبشرونني بنونين الأولى علامة الرفع والثانية مع الياء اسم المفعول به فأسكن الأولى وأدغمها في الثانية تخفيفا ودل بالكسرة على الياء فكفت منها والحجة لمن خفف النون وكسرها أنه حذف إحدى النونين تخفيفا من غير إدغام واجتزأ بالكسرة من الياء ويستشهد له بقول الشاعر
    رأته كالثغام يعل مسكا ... يسوء الفاليات إذا فليني
    قال البصريون أراد فلينني فحذف إحدى النونين وقال الكوفيون أدغم النون ثم حذفها واحتجوا بقوله تعالى وكادوا يقتلونني و أتعدانني قالوا لما ظهرت النونات لم يحذفها وإنما الحذف في المدغمات كقوله تعالى تأمروني و أتحاجوني والحجة لمن فتح النون وخففها أنه أراد نون الإعراب الدالة على الرفع ولم نضفها إلى نفسه
    قوله تعالى ومن يقنط يقرأ بفتح النون وكسرها فالحجة لمن فتح النون أن بنية الماضي عنده بكسرها كقولك علم يعلم والحجة لمن كسر النون أن بنية الماضي عنده بفتحها كقولك ضرب يضرب وهذا قياس مطرد في الأفعال
    والاختيار فيه ها هنا كسر النون لإجماعهم على الفتح في ماضيه عند قوله تعالى من بعدما قنطوا
    قوله تعالى إنا لمنجوهم أجمعين يقرأبالتشديد والتخفيف وقد تقدم القول في علته آنفا
    وأصله لمنجوهم بكسر الجيم وواين بعدها الأولى لام الفعل والثانية واو الجمع فانقلبت الأولى ياء لانكسار ما قبلها كما انقلبت في نجا ألفا لانفتاح ما قبلها فصار لمنجيوهم فاستثقلت الضمة على الياء فحذفت عنها فبقيت ساكنة والواو ساكنة فحذفت الياء لالتقاء الساكنين وضمت الجيم لمجاورة الواو
    قوله تعالى إلا امرأته قدرنا يقرأ بالتشديد والتخفيف على ما تقدم القول في أمثاله فأما قدر بالتخفيف فيكون من التقدير والتقتير كقوله في التقدير فقدرنا فنعم القادرون وكقوله في التقتير ومن قدر عليه رزقه
    قوله تعالى أصحاب الأيكة يقرأبإسكان اللام وتحقيق الهمزة وبفتح اللام وتشديدها وطرح الهمزة ها هنا وفي الشعراء وصاد وقاف فالحجة لمن أثبت الهمزة أن الأصل عنده في النكرة أيكة ثم أدخل عليها الألف واللام للتعريف فبقى الهمزة على أصل ما كانت عليه والحجة لمن ترك الهمز أن أصلها عنده ليكة على وزن فعلة ثم أدخل الألف واللام فالتقى لامان الأولى ساكنة فأدغم الساكنة في المتحركة فصارت لاما مشددة وقد قرأها بعضهم على أصلها ليكة المرسلين وترك صرفها للتعريف والتأنيث أو لأنها معدولة عن وجه التعريف الجاري بالألف واللام
    وقد فرق بعض القراء بين الهمز وتركه فقال الأيكة اسم البلد وليكة اسم القرية وقيل هي الغيضة
    ● [ ومن سورة النحل ] ●
    قوله تعالى أتى أمر الله يقرأ بالإمالة والتفخيم فالحجة لمن أمال أنه دل على الياء والحجة لن فخم أنه أجرى الكلام على أصله وأتى ها هنا ماض في معنى مستقبل ودليله قوله فلا تستعجلوه يريد به الساعة
    قوله تعالى فلا تستعجلوه سبحانه وتعالى عما يشركون يقرأبالياء والتاء فالحجة لمن قرأه بالياء أنه جعله مما أمر الله نبيه عليه السلام أن يخبر به والحجة لمن قرأه بالتاء أنه أراد معنى الخطاب وأتى به تنزيها لله تعالى من عنده فأنزله الله تصديقا لقوله
    والتسبيح ينقسم في اللغة أربعة أقسام تنزيها صلاة واستثناء ونورا فالتنزيه كقوله سبحانه وتعالى والصلاة كقوله فلولا أنه كان من المسبحين
    سورة النحل والاستثناء كقوله لولا تسبحون والنور كقول النبي صلى الله عليه و سلم فلولا سبحات وجهه أي نور وجهه
    قوله تعالى ينزل الملائكة يقرا بالياء والتاء وضمهما وبالتشديد والتخفيف فالحجة لمن قرأه بالتاء والتشديد أنه جعل الفعل لما لم يسم فاعله ورفعهم بذلك والحجة لمن قرأه بالياء مشددا أو مخففا أنه جعل الفعل لله عز و جل فأضمره فيه لتقدم اسمه ونصب الملائكة بتعدي الفعل إليهم وأخذ المشدد من نزل والمخفف من أنزل
    قوله تعالى ينبت لكم به يقرأبالياء والنون فالحجة لمن قرأه بالياء أنه أخبر به عن الله عز و جل لتقدم اسمه في أول الكلام والحجة لن قرأه بالنون أنه جعله من إخبار الله عز و جل عن نفسه بنون الملكوت وقد تقدم لذلك من الاحتجاج ما فيه بلاغ
    قوله تعالى والشمس والقمر والنجوم مسخرات يقرأ كله بالنصب وبالرفع وبالنصب إلا قوله والنجوم مسخرات فإنه رفع فالحجة لمن نصبه أنه عطفه بالواو على أول الكلام فأتى به على وجه واحد والحجة لمن رفعه أنه جعل الواو حالا لا عاطفة كقولك كلمت زيدا وعمرو قائم فترفع عمرا بالابتداء وقائم خبره وكذلك قوله والشمس والقمر والنجوم مبتدآت ومسخرات خبر عنهن والحجة لمن رفع قوله والنجوم مسخرات أنه لما عطف والشمس والقمر على قوله وسخر لكم لم يستحسن أن يقول وسخر النجوم مسخرات فرفعها قاطعا لها مما قبلها
    فإن قيل فما حجة من نصبها فقل بفعل مقدر معناه وجعل النجوم مسخرات فإن قيل فما معنى قوله وبالنجم هم يهتدون فوحدها هنا وقد جمع في أول الكلام فقل إن الله عز و جل جعل النجوم ثلاثة أصناف منها رجوم الشياطين ومنها ما تهتدى بها كالجدي والفرقدين ومنها مصابيح وزينة فأما النجم الثاقب فقيل الثريا وقيل المتوقد نورا لقولهم أثقب نارك والنجم القرآن لقوله تعالى والنجم إذا هوى قيل هو نزول جبريل به والنجم من النبات ما لا يقوم على ساق
    قوله تعالى والله يعلم ما تسرون وما تعلنون والذين يدعون يقرآن بالتاء والياء وقد تقدم من القول في مثاله ما يغني عن إعادته
    قوله تعالى تشاقون فيهم يقرأ بفتح النون وكسرها والقول فيه كالقول في قوله فبم تبشرون
    قوله تعالى الذين تتوفاهم الملائكة يقرا بالياء والتاء وقد أتينا على علته في قوله فنادته الملائكة
    قوله تعالى تتوفاهم يقرأ بالإمالة والتفخيم فالحجة لمن أمال أنه دل على أصل الياء والحجة لمن فخم أنه لما زالت الياء عن لفظها لانفتاح ما قبلها زالت الإمالة بزوال اللفظ
    قوله تعالى إلا أن تأتيهم يقرأ بالتاء والياء على ما قدمنا من القول في أمثاله
    قوله تعالى فإن الله لا يهدي من يضل يقرأ بضم الياء وفتح الدال وبفتح الياء وكسر الدال فالحجة لمن قرأ بضم الياء أنه أراد لا يهدى من يضله الله فاسم الله منصوب بإن ويهدى الخبر وهو فعل ما لم يسم فاعله ومن في محل رفع ويضل صلة من وقد حذفت الهاء منه لأن الهاء عائدة على من ولا بد ل من و ما و الذي والتي وأي من صلة وعائد ومعرب لأنهن أسماء نواقص والحجة لمن فتح الياء أنه أراد فإن الله لا يهدي من يضله أحد إلا هو فيهدي فعل لله عز و جل و من في موضع نصب بتعدي الفعل إليه
    قوله تعالى كن فيكون يقرأ بالرفع والنصب فالحجة لمن رفع أنه أراد فإنه يكون والحجة لمن نصب أنه عطفه على قوله أن نقول له ومثلها التي في آخر يس
    قوله تعالى أو لم يروا إلى ما خلق الله أو لم يروا إلى الطير أو لم يروا كيف يبدئ الله الخلق يقرأن بالتاء والياء فالحجة لمن قرأهن بالتاء أنه أراد معنى مخاطبتهم وتقريرهم بآيات الله وبدائع خلقه والحجة لمن قرأهن بالياء أنه جعل الألف للتوبيخ فكانه قال موبخا لهم ويحهم كيف يكفرون بالله وينكرون البعث ويعرضون عن آياته وهم يرون الطير مسخرات وما خلق الله من شجر ونباتا وما بدأه من الخلق أفليس من خلق شيئا من غير شيء فأنشأه وكونه ثم أماته فأفناه قادرا على إعادته بأن يقوله له عد إلى حالتك الأولى
    قوله تعالى تتفيؤ ظلاله يقرأ بالياء والتاء فالحجة لمن قرأ بالتاء أنه جمع ظل وكل جمع خالف الآدميين فهو مؤنث وإن كان واحده مذكرا ودليله قوله عز و جل في الأصنام رب إنهن أضللن فأنث لمكان الجمع والحجة لمن قرأه بالياء أنه وإن كان جمعا فلفظه لفظ الواحد كقولك جدار وعذار ولذلك ناسب جمع التكسير الواحد لأنه معرب بالحركات مثله
    فإن قيل أجاز مثل ذلك في قوله أم هل تستوي الظلمات فقل هذا لا يلزم وإن كانا جمعين لأن علامة التأنيث في قوله الظلمات موجودة وفي قوله ظلال معدومة
    قوله تعالى إلا رجالا نوحي إليهم يقرأ بالياء وفتح الحاء وبالنون وكسر الحاء وقد ذكر ذلك مع أمثاله
    قوله تعالى وأنهم مفرطون يقرأ بفتح الراء وكسرها فالحجة لمن فتح أنه جعلهم مفعولا بهم لما لم يسم فاعله ومعناه منسيون من الرحمة وقيل مقدمون إلى النار والحجة لمن كسر أنه جعل الفعل لهم وأراد أنهم فرطوا في الكفر والعدوان فهم مفرطون والعرب تقول أفرط فلان في الأمر إذا قصر وإذا جاوز الحد
    قوله تعالى نسقيكم يقرأبضم النون وفتحها ها هنا وفي المؤمنين وهما لغتان بمعنى سقى وأسقى وأنشد ... سقى قومي بني مجد وأسقى ... نميرا والقبائل من هلال ...
    وقال قوم سقيته ماء بغير ألف ودليله قوله وسقاهم ربهم شرابا طهورا وأسقيته بالألف سألت الله أن يسقيه وقال آخرون ما كان مرة واحدة فهو بغير ألف وما كان دائما فهو بالألف
    قوله تعالى يوم ظعنكم يقرأ بتحريك العين وإسكانها فالحجة لمن حرك العين فلأنها من حروف الحلق والحجة لمن أسكن أنه أراد المصدر ومثله طعنته بالرمح طعنا
    قوله تعالى ولنجزين الذين صبروا يقرأبالياء والنون فالحجة لمن قرأه بالياء أنه رده على قوله ما عندكم ينفد وما عند الله باق ولنجزين والحجة لمن قرأه بالنون أنه أراد أن يأتي بأول الكلام محمولا على آخره فوافق بين قوله تعالى ولنجزين وقوله فلنحيينه ولنجزينهم
    قوله تعالى يلحدون إليه أعجمي يقرأ بضم الياء وفتحها وقد ذكرت علته فيما سلف
    قوله تعالى من بعدما فتنوا يقرأبفتح التاء وبضم الفاء وكسر التاء فالحجة لمن فتح أنه جعل الفعل لهم والحجة لمن ضم الفاء أنه دل بذلك على بناء ما لم يسم فاعله ومعناه أن عمار بن ياسر وجماعة من أهل مكة أرادهم كفار قريش على الكفر وأكرهوهم فقالوا بألسنتهم وقلوبهم مطمئنة بالإيمان ثم هاجروا إلى المدينة فأخبر الله عن وجل عنهم بما كان من إضمارهم ومن إظهارهم والحجة لمن جعل الفعل لهم أن ذلك كان منهم قبل الإسلام فمحا الإسلام ما قبله
    قوله تعالى ولا تك في ضيق يقرأبفتح الضاد وكسرها وقد ذكرت حجته آنفا وقلنا فيه ما قاله أهل اللغة
    والاختيار ها هنا الفتح لأن الضيق بالكسر في الموضع والضيق بالفتح في المعيشة والذي يراد به ها هنا ضيق المعيشة لا ضيق المنزل

    الحجة في القراءات [ 5 ] Fasel10

    كتاب : الحجة في القراءات السبع
    المؤلف : الحسين بن أحمد بن خالويه
    منتديات الرسالة الخاتمة - البوابة
    الحجة في القراءات [ 5 ] E110


      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين 25 نوفمبر 2024 - 4:53