منتديات الرسالة الخاتمة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    حديث : الاقتصار على الفرائض يُدخل الجنة

    avatar
    الرسالة
    Admin


    عدد المساهمات : 3958
    تاريخ التسجيل : 01/01/2014

    حديث : الاقتصار على الفرائض يُدخل الجنة Empty حديث : الاقتصار على الفرائض يُدخل الجنة

    مُساهمة من طرف الرسالة الثلاثاء 22 أبريل 2014 - 5:54

    بسم الله الرحمن الرحيم
    شرح إبن دقيق العيد للأربعين النووية
    حديث : الاقتصار على الفرائض يُدخل الجنة
    *************************
    22- [ عن أبي عبد الله جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنهما: أن رجلاً سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ( أرأيت إذا صليت المكتوبات، وصمت رمضان، وأحللت الحلال، وحرمت الحرام، ولم أزد على ذلك شيئاً، أأدخل الجنة قال: نعم ) رواه مسلم. ومعنى حرمت الحرام: اجتنبته. ومعنى أحللت الحلال: فعلته معتقداً حله ].
    هذا الرجل السائل هو النعمان بن قوقل بقافين مفتوحتين، قال الشيخ أبو عمرو بن الصلاح رحمه الله تعالى: الظاهر إنه أراد بقوله: ( وحرمت الحرام ) أمرين أحدهما: أن يعتقد كونه حراماً، والثاني: أن لا يفعله بخلاف تحليل الحلال، فإنه يكفي فيه مجرد اعتقاده حلالا
    قال صاحب المفهم لم يذكر النبي صلى الله عليه وسلم للسائل في هذا الحديث شيئاً من التطوعات على الجملة وهذا يدل على جواز ترك التطوعات على الجملة لكن من تركها ولم يعمل شيئاً فقد فوت على نفسه ربحاً عظيماً وثواباً جسيماً، ومن داوم على ترك شيء من السنن كان ذلك نقصاً في دينه، وقدحاً في عدالته، فإن كان تركه تهاوناً ورغبة عنها، كان ذلك فسقاً يستحق به ذماً. قال علماؤنا: لو أن أهل بلدة تواطئو على ترك سنة لقوتلوا عليها حتى يرجعوا، ولقد كان صدر الصحابة رضي الله عنهم ومن بعدهم يثابرون على فعل السنن والفضائل مثابرتهم على الفرائض ولم يكونوا يفرقون بينهما في اغتنام ثوابها.
    وإنما احتاج أئمة الفقهاء إلى ذكر الفرق لما يترتب عليه من وجوب الإعادة وتركها وخوف العقاب على الترك ونفيه إن حصل ترك بوجه ما. وإنما ترك النبي صلى الله عليه وسلم تنبيهه على السنن والفضائل تسهيلاً وتيسيراً لقرب عهده بالإسلام لئلا يكون الإكثار من ذلك تنفيراً له، وعلى أنه إذا تمكن في الإسلام وشرح الله صدره رغب فيما رغب فيه غيره، أو لئلا يعتقد أن السنن والتطوعات واجبة فتركه لذلك.
    وكذلك في الحديث الآخر: ( أن رجلاً سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الصلاة فأخبره أنها خمس فقال: هل علي غيرها قال: لا إلا أن تطوع، ثم سأله عن الصوم والحج والشرائع فأجابه ثم قال في آخر ذلك: والله لا أزيد على هذا ولا أنقص منه فقال: أفلح إن صدق ) . وفي رواية: ( إن تمسك بما أمر به دخل الجنة ).
    وإنما شرعت لتتميم الفرائض. فهذا السائل والذي قبله، إنما تركهما النبي صلى الله عليه وسلم تسهيلاً عليهما إلى أن تنشرح صدورهما بالفهم عنه، والحرص على تحصيل المندوبات فيسهل عليهما.
    وهذا يسمى بمحافظته على فرائضه وإقامتها والإتيان بها في أوقاتها من غير إخلال بها فلاحاً كثير الفلاح والنجاح- وياليتنا وقفنا- كذلك ومن أتى بالفرائض وأتبعها بالنوافل كان أكثر فلاحاً منه.

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين 25 نوفمبر 2024 - 16:08