بّسم الله الرّحمن الرّحيم موسوعة تفسير الأحلام تأويل الاشارات في علم العبارات تأويل رؤيا الوثب والسفر والطيران والطبل والمعازف والشطرنج والنرد
● [ أولآ تأويل رؤيا ] ● الوثب والسفر والطيران
رؤيا الوثب والنط والسفر أما الوثب فإنه يؤول على أوجه قال الكرماني من رأى أنه وثب من موضع إلى موضع فإنه ينتقل من مكان إلى مكان أو يتحول من حال إلى حال فليعتبر ما بين المكانين اللذين وثب من واحد إلى آخر فأيهما كان أحسن فيعلم له ما يعبر به. ومن رأى أنه وثب بعيدا فإنه يسافر سفرا طويلا. ومن رأى أنه يتصرف في وثبه كيف يشاء أو يبلغ بوثبه حيث يريد فإنه يؤول على ثلاثة أوجه سفر بفائدة ونصرة وحصول مراد فيما يرومه. ومن رأى أن وثبته قصرت عما أراد ولم يبلغ منها غاية ما في نفسه فتعبيره ضد ذلك ولكن التحول لا بد منه. ومن رأى أنه أعتمد في وثبته على عصا أو غيرها فإن العصا رجل منيع فيعتمد في تحويله على من يكون بهذه الصفة وكذلك تعبير ما أعتمد عليه من الأشياء فيكون من معنى ذلك ويؤول على ما ينسب إليه ذلك في أصول التعبير. ومن رأى أن له معتمدا فانسب المعتمد عليه إلى جوهره في التأويل. ومن رأى أنه وثب نهرا أو بئرا أو حفيرة أو جرفا أو نحو ذلك فإنه يتحول من حالة مكروهة إلى حالة جيدة وينجو من أمر مكروه ويسلم عاجلا. وقال أبو سعيد الواعظ من رأى أنه وثب على رجل فإنه يغلبه ويقهره فإن الوثوب على القوة قوة. ومن رأى أنه وثب وغاب في وثبته حتى لم ير فإنه يموت. وأما النط فإنه تقدم تعبيره. وأما السفر والانتقال فإنه يؤول على أوجه، فمن رأى أنه يسافر ويعلم أن المقام الذي يتوجه إليه أحسن من هذا المقام الذي هو به ويرحل منه فإنه يدل على تحسين حاله ونيل آماله، وإن علم إن المقام الذي هو فيه أحسن من هذا المقام الذي صمم عزمه إليه فتعبيره ضده، وإن يعلم أيهما أحسن ولا يعلم بأيهما يقيم في سفره فإنه يدل على تشتته وبعده عن وطنه وأقربائه أو ينتقل من دار إلى دار وإما أن يودع أحداً أو أحد يودعه تغير أحوال دهره ثم بعد ذلك يستقيم حاله. وقال جابر المغربي من رأى أنه يسافر راكبا ومؤوناته وأسبابه كاملة فإنه يدل على انتظام أحواله ونيل آماله، وإن كان بخلاف ذلك فتعبيره ضده. وقال أبو سعيد الواعظ السفر في التأويل يدل على ثلاثة أشياء أنتقال من مكان إلى مكان ومن حال إلى حال، ومن رأى أنه يسافر وهو مريض فإنه يموت. ومن رأى أنه أخذ زاد السفر فإنه قد قدم خيرا لقوله تعالى "وتزودوا فإن خير الزاد التقوى" وأحسن السفر ما كان إلى جهة القبلة. وقال بعض المعبرين رؤيا السفر لأهل الصلاح تؤول بالغنيمة لقوله صلى الله عليه وسلم: سافروا تغنموا، وبالعز وتفريج الهموم ولأهل الفساد بحصول العذاب لقوله عليه السلام: السفر قطعة من العذاب. رؤيا الطيران والاستقرار أما الطيران والاستقرار فإنهما يؤولان على أوجه قال دانيال من رأى أنه يطير كالطير من مكان إلى مكان فإنه يدل على السفر وعلو قدره بمقدار علوه من الأرض في الطيران. ومن رأى أنه طار إلى السماء فإنه يحصل له مضرة عاجلا، وإن لم ينزل من طيرانه فإنه يدل على ارتحاله من الدنيا. وقال ابن سيرين من رأى أنه يطير بغير ريش فإنه يتغير من حال إلى حال. ومن رأى أنه يطير من سطح إلى سطح آخر فإنه يطلق امرأته ويتزوج بغيرها أو يشتري جارية. وقال الكرماني من رأى أنه طار إلى عنان السماء فإنه يدل على الحج، ومن رأى أنه طار من دراه إلى دار مجهولة فإنه يدل على قرب أجله فليتب إلى الله. ومن رأى أن له أجنحة لا تشبه أجنحة الطيور فإنه يحصل له أمر عظيم بحيث يتعجب منه الناس. ومن رأى أنه يطير إلى السماء ثم ينزل إلى الأرض فإنه يمرض بحيث يشرف على الموت ويعافى باذن الله تعالى. وقال أبو سعيد الواعظ حكي ان رجلاًأتى ابن سيرين فقال له رأيت كأني أطير في السماء والأرض فقال له أنت رجل تكثر المنى. ومن رأى كأنه طار فوق جبل فإنه يصيب ولاية يجتمع له فيها الملك، وإن سقط على شيء نال ذلك الشيء، وإن لم يصلح للولاية دلت رؤياه على أنه يمرض ويشرف في مرضه على الموت أو يقع منه خطأ في دينه والطيران يدل على سفر إذا كان بجناح، وإن لم يكن بجناح فإنه إنتقال من حال إلى حال، وإن بلغ في طيرانه ما قصد نال في سفره خيرا، ومن رأى أنه طار من أرض إلى أرض نال قوة وشرفا ومن رأى أنه طار من سفل إلى علو بغير جناح نال أمنيته وارتفع بقدر ما علا، ومن رأى كأنه طار كما تطير الحمامة نال عزا. ومن رأى كأنه طار حتى توارى في جو السماء فإنه يموت. وقال السالمي من رأى أنه يطير من مكان إلى مكان وكان طيرانه عرضا فإنه يتوجه إلى موضع لم يعهده أو يسافر سفرا وينال فيه رفعة على قدر ما استعلى من الأرض، أما الطيران فيؤول بالتمني هذا إذا رؤي كثيرا، وأما الطيران لأهل الصلاح فيؤول بطلب العلم ويكون مبلغه فيه بقدر استعلائه ولأهل الفساد بطلب الفسوق والشر ولغيرهم بطلب أمر قد جد فيه، وأما الطيران فيؤول بخفة العقل والطيش في حال الغضب أو يكون فرحا مسرورا لقول الناس طار فلان من الفرح. ومن رأى أنه طار مصعدا مستويا فإنه حصول ضرر له بقدر صعوده واستعلائه، وإن أستقر من ذلك الطيران خلص من ضرر، ومن رأى أنه يطير وهو واقف مكانه فإنه يصيب خيرا وأحسن الطيران ما كان نحو القبلة. ومن رأى أنه طار ثم استقر بمكان معروف فإنه يؤول بقطع السفر إذا كان فيه، وإن لم يكن فيه فلا بد له من السفر ووصوله إلى مكان يريده سالما. ومن رأى أنه طار وهو راكب فإن كان صاحب منصب فهو مفارقة ذلك المنصب، وإن لم يكن فهو مفارقة عز هو فيه، وإن طار المركوب معه في سفر فإنه منصب، وإن استقر هو ما يركبه على الأرض فهو حصول عز.
تأويل رؤيا الطبل والزمر أما الطبل فإنه كلام باطل وخبر مكروه وقول زور وشغل ظاهر جلي. وقال الكرماني ضرب الطبل خلف وعد وشغل باطل والرقص على دق الطبل حصول مصيبة عظيمة. وقال أبو سعيد الواعظ الطبل محمود في حق الملوك لأنه من كمال أبهتهم خصوصا إن كان مع زمر أو ما أشبه ذلك والطبل في نفسه ربما يؤول برجل بطال. وقال جعفر الصادق ضرب الطبل كلام مختلف لا خير فيه، وأما النقارة فإنها محمودة للملوك أيضاً لأن النبي عليه السلام كان إذا سار في الغزاة يأمر بدقها فتدق. وأختلف المعبرون فيها فمنهم من شكرها في حق الملوك وغيرهم لما تقدم من الدليل ومنهم من كرهها لكونها من أنواع الملاهي. وأما الطنبك فإنه محمود لأنه من آلات الحجاز وأبهته ومن شيم ملوك الشرق، وربما دل على رجل حارس لأن القلاع تحرس به. وأما الزمر فأنه من نوع الطبل وتعبيره كتعبيره ولكن فيه زيادة وهو سماع صوت حسن. وقال أبو سعيد الواعظ الزمر يؤول على أوجه، فمن رأى زمرا في مكان فيه مريض فإنه يؤول بالنياح عليه، ومن رأى ملكا أعطاه مزمارا فإنه ينال فرحا وسرورا، وإن كان من أهل الولاية فإنه ينالها. ومن رأى إنه يزمر ويضع أصابعه على ثقب الزمار فإنه يتعلم القرآن ومعانيه وسحن قراءته. ومن رأى مريضا يزمر فإنه يؤول بقرب أجله. وقال الكرماني من رأى أنه يضرب بالبوق فإنه قول كذب يصدر منه ويحلف عليه ليصدقوه وعاقبة الأمر يظهر صدقه من كذبه، وربما دل النفخ بالبوق على أربعة أوجه غزاة لأنه من شيمها وقد ذكر في كتب الفقه إذا كان النفير عاما فهو سفر للحجاز أو للحرب لأنه يرحل به الراكب والعسكر واظهار أمر مكتوم وشهرة. وقال جعفر الصادق رؤيا البوق تؤول على أربعة أوجه لمن نفخ فيه خير مكروه وقول زور واظهار سر مخفي ومصيبة. تأويل رؤيا الصنج والشبابة والدف أما الصنج فإنه يؤول على أوجه، وقال ابن سيرين الضرب بالصنج خبر مكروه وكلام باطل وكذب قول، ومن رأى أنه يضرب بالصنج فإنه يصدر منه قول الكذب وفعل المحال. ومن رأى أنه يضرب عنده بالصنج فإنه يدل على رضا فعل المحال وقول الكذب. ومن رأى أنه كان مع الصنج شيء من الملاهي فإنه يدل على الهم والغم والمصائب العظام لأهل ذلك المكان. ومن رأى كأنه كسر صنجا أو رماه من يده فإنه يتوب عن الكذب وقول الزور. وقال الكرماني ضرب الصنج يؤول على متاع الدنيا والضرب به هو امتحان للدنيا. وقال أبو سعيد الوعظ الصنج يؤول بالفخر وضربه يؤول بحصول الدنيا وهو في نفسه ما لم يدق مال. وقال بعض المعبرين لا بأس برؤيا الضرب بالصنج لكونه يدق على باب حرم الخليل عليه السلام وكذلك في الأماكن الحصينة اتباعا لهذه السنة. وقال جعفر الصادق ضرب الصنج يؤول على اربعة أوجه خبر مكروه وكلام باطل ومتاع الدنيا وهم وغم لأجل جمع المال. وأما الشبابة فانها للملوك الأكابر محمودة إذا شبب بها قدامه لأن سلطان مصر من شأنه ذلك وكذلك نائب السلطنة الشريفة بثغر الاسكندرية ويظهر من ذلك في المواكب أبهة عظيمة، وأما لغير الملوك فليست بمحمودة. وقال الكرماني من رأى أنه يشبب بالشبابة فإنه يؤول بحصول أمر مكروه وصوت الشبابة يؤول بخبر موت أحد ونفس الشبابة تؤول بامرأة إنسان حصل له مصيبة. وقال جعفر الصادق تشبيب الشبابة وصوت الشبابة واستماعها يؤول على ثلاثة أوجه مصيبة وغم وخصومة. وأما الدف فإنه يؤول على أوجه. قال الكرماني من رأى أنه يضرب بالدف كما ينبغي ضربه عند أربابه بشيار وطرب فإنه يؤول بتزويج امرأة بواسطة إنسان معتبر وتكون المرأة مشتهرة بالاسم الجيد وفعلها بخلاف ذلك. وقال أبو سعيد الواعظ الضرب بالدف للرجال شهرة أو مصيبة وللجواري خير مشهور. وقال السالمي من رأى أنه يضرب بالدف فإنه شهرة فيعتبر فعله في الخير والشر ويعبر له بالشهرة على قدر فعله. ومن رأى جارية تضرب بالدف فإنه خير منتشر يصل إلى ذلك المكان فليعتبر المعبر ما رأى مع ذلك. ومن رأى امرأة تضرب بدف فإنه يؤول بسنة مشهورة في السنين. ومن رأى شابا يضرب بدف فإنه يؤول بخبر من عدو. ومن رأى شيخا يضرب بالدف فإنه يؤول بالشهرة والصلاح. وقال جعفر الصادق استماع صوت الدف هو نشاط وفرح إذا سمعه من امرأة أو جارية، وإن سمعه من شيخ فإنه يدل على حسن البخت واليمن والدولة، وإن سمعه من شاب فإنه يدل على ظهور العدو. تأويل رؤيا المزهر والعود والشعر والرقص والملاهى أما المزهر فإنه يؤول على أوجه للفقراء بالصلاح وللملوك بسلوك آداب الطريقة الحميدة لأنه من شيم أهل الصلاح ولغيرهم بالخير وأنكر ذلك جماعة. وقال بعض المعبرين من رأى نسوة بأيديهم مزاهر فإنه يؤول بالبشارة والسلامة لما ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم لما أقبل على بعض أقوام أرض الحجاز الشريف بعد نصرة وسلامة ظهر له نسوة بأيديهن المزاهر وأما الجنك فإنه يؤول على أوجه قول زور وباطل وعز وجاه وعلو ولهو وطرب وجارية حسناء، فمن رأى أن ملكا أعطاه جنكا فإنه يؤول بحصول عز وجاه ومرتبة، وإن لم يكن أهله فإنه فرج بعد شدة، وقيل ضرب الجنك هو كثرة الغم والهم. وقال الكرماني من رأى أنه يضرب بالجنك فإنه يؤول باتصال مع امرأة جميلة جليلة القدر وحصول العز والجاه له منها بالمال الحسن وحسن الكلام وسياقة القول والسمع ويكون الاتصال بينهما بنكاح شرعي. وأما العود فقال أبو سعيد الواعظ ضرب العود كلام ولكن ليس على حقيقته وكذلك استماعه لأن صوته كالكلام وليس هو بكلام وضرب العود في المنزل يؤول بحصول مصيبة، وأما ضرب العود فإنه يؤول بالرياسة لضاربه، وربما كان غما. ومن رأى أنه يضرب عودا أو ما أشبه ذلك من الآلات وانقطع وتره فإنه يؤول بزوال همه وغمه. وأما الطنبور فإنه يؤول بالهم والغم خصوصا إذا ضرب في بيته، وربما كان حصول مصيبة وكسره ضد ذلك، وضرب الطنبور للمريض موته وسماع صوته سماع كلام باطل ومحال، وأما سماع الطنبور فهو سماع خبر شخص متواضع. وقال بعض المعبرين من رأى أن أحداً يطنبر له وهو يسمع له فيؤول بأن أحداً يكلمه كلاما باطلا وهو يصغي له، وإن طرب كان كلام ذلك الباطل عنده جائزا للمثل السائر بين الناس فيمن يقال له باطل ويتبعه: طنبر له فرقص. وأما الرباب فإنه يؤول باللهو والاشتغال بما لا فائدة فيه ولا نتيجة، وإن رآه مريض فإنه يشتد مرضه، وربما يموت، وقيل رؤيا الرباب عند أهل الصلاح ربما تؤول بالحج لأنه من آلاته وكثيرا ما يستعمل في أرض الحجاز. وأما الجفانة فأنها تؤول بالعز وعلو القدر والنعمة والهم والغم والمصيبة والكلام الباطل والأشياء المخالفة، ومن رأى أن ملكا أعطاه جفانة فأنه يرى عزا ورفعة، وإن لم يكن فهو زوال همه وغمه، وإن كان عالماً فإنه يفيد الناس من علمه. وأما الشعر وإنشاده. فإن من يرى أنه ينشد شعرا فإن كان فيه خنى فلا خير فيه وليس برؤيا، وإن كان فيه حكمة فهو صالح لقوله عليه السلام إن من الشعر لحكمة. وقال ابن سيرين الشعر لا يحمد لكونه باطلا والشعر في مدح الرسول وما أشبه ذلك من الكلام والحكمة فإنه محمود. وقال الكرماني الغزل يدل على النوح وقد تقدم الكلام فيه وقد ذكرنا هنا نبذة منه لئلا يخلو من المعنى لكون ذلك نوعا من الملاهي. وأما الرقص فقد تقدم. وأما الغناء فقد تقدم الكلام عليه أيضاً في الباب المذكور ولكن نذكر منه نبذة هنا. فمن رأى أنه يغني فإنه دليل على موته، وقيل إنه كلام باطل وهم وغم وفضيحة. تأويل لعب الشطرنج والنرد ووالقمار أما الشطرنج فإنه من أباطيل الدنيا وغرورها. ومن رأى أنه غلب قرينه به فإنه يظفر بالباطل الذي يزاوله ويطلبه. ومن رأى أنه غلب قرينه وكان بينه وبينه خصومة فإنه يرى ظفرا في أمره والغالب غالب والمغلوب مغلوب، وربما دلت رؤيا الغالب على ظفره بأمر باطل لا أصل له. وقال ابن سيرين الشطرنج بهتان وكلام باطل. وقال الكرماني من رأى أن قدامه شطرنجا مصفوفا فإنه يؤول بالعز. ومن رأى أنه يلعب بالشطرنج فإنه يتخاصم مع أحد، وقيل يدل على أمر لا خير فيه ولا منفعة. وقال أبو سعيد الواعظ من رأى أنه يلعب بالشطرنج فإنه يؤول بحصول ولاية للاعبين. وقال بعض المعبرين من رأى أنه يلعب بالشطرنج ولم يعرف لعبه فإنه يؤول على ثلاثة أوجه نسيان للصلاة وإسراف مال في أمر لا يليق وتنافر الخواطر منه لأن هذه الثلاثة تمنع لعبه في الشريعة. وأما النرد فإنه يؤول بالأشياء الباطلة المضرة المغرة، وقال أبو سعيد الواعظ اللعب بالنرد خوض في المعاصي وخسارة في التجارة وقتال في جول وحكمه في لعبه كحكم الشطرنج. وأما القمار فإن الغالب والمغلوب فيه كالشطرنج. وقال الكرماني القمار منازعة وخصومة وتعب. وقال جعفر الصادق رؤيا القمار تؤول على أربعة أوجه لمن لعب به اشتغال بالباطل ومعصية وملامة الناس وحرب وخصومة وجراحة بسكين. وقال بعض المعبرين من رآه تجنب لعبة فإنه يدل على أنه مقبل على الصلاح والخير لقوله تعالى ( يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر ) الآية. ومن رأى أنه يلعب به وكان قصد فعل شيء من سفر أو غيره ويظن فيه منفعة حسنة فليتجنبه لقوله تعالى ( يسئلونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس وإثمهما أكبر من نفعهما ) وأراد بالميسر القمار. وأما الكعب ولعبه فإنه يؤول على أوجه عدو حقير وحرب وخصومة، وقال أبو سعيد الواعظ اللعب بالكعب وما هو مكروه جملة فإنه مكر ومنازعة لقوله تعالى ( أو أمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا ضحى وهم يلعبون ). وقال جعفر الصادق اللعب بالكعب يؤول على خمسة أوجه مقامرة وامرأة وولد وجارية بكر ومال.
مُختصر كتاب الاشارات في علم العبارات تأليف خليل بن شاهين الظاهري منتدى قوت القلوب . البوابة