فصل في رؤيا القتل من رأى أنه قتل أحداً ولم يقطع منه عضوا فإنه يحصل منه لذلك المقتول خير ومنفعة، وقيل ان القاتل يظلم المقتول، ومن رأى أنه قتل فإنه طول حياة له. وقال الكرماني ومن رأى أنه قتله أحد فإنه يحصل له منه خير ومنفعة. ومن رأى أن جماعة قتلوه ظلما فإنه يحصل له من السلطان أو ممن يقوم مقامه خير ومنفعة لقوله تعالى (ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا). ومن رأى أنه قتل أحداً بظلم فإنه يكون عاصيا وظالما لنفسه ويسلط الله عليه أحد البرية لقوله تعالى (ثم بغى عليه لينصرنه الله). وقال جابر المغربي من رأى أنه قتل ولده يرزقه الله رزقا حلالا لقوله تعالى (ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق نحن نرزقهم)، وقيل يظلم ولده لأجل المال وعز الدنيا. ومن رأى أنه قتل أحداً وسال الدم من جسده يرزق بقدر الدم الذي خرج مالا، وإن لم يسل منه دم فبخلافه، وإن رأى ان جسده تلطخ بدم المقتول فإنه يحصل له من ماله. وإن رأى أنه قتل أحداً وخرج من جسده دم أبيض فإنه يدل على ذهاب دينه. وقيل إن رأى أنه قتل ولم يدر من قتله فإنه قليل الشريعة لقوله تعالى (قتل الإنسان ما أكفره) فإن عرف الذي قتله فإنه يظفر بعدوه. ومن رأى أنه قتل رجلاًوأوداجه تسيل فالمقتول ينال من القاتل ما يكره من لسانه، وقيل يصيب خيرا منه. ومن رأى أنه قتل نفسا ولم يدر ما هو ولا عاينها فإنه يظفر بعدوه وينجو من الهم والغم لقوله تعالى (وقتلت نفسا فتجيناك من الغم). وقيل من رأى أنه قتل نفسه فإنه يرزق توبة لقوله تعالى (فتوبوا إلى بارئكم فاقتلوا أنفسكم). ومن رأى أنه قتل مضروب العنق فإنه ان كان عبدا عتق لقوله تعالى (فك رقبة)، وقيل فرج من هم وغم، وإن كان مديونا قضى الله دينه من حيث لا يؤمل، وربما أعطى مالا عظيما، وإن عرف الذي فعل به ذلك نال منه خيرا، وإن كان القاتل امرأة أو خصيا أو صبيا لم يبلغ الحلم أو رجلاًبلا لحية فإنه يدل على من يأخذ روحه سواء كان بموت أو قتل أو غيره. وقال ابن سيرين ان رأت امرأة انها قتلت زوجها فإنها تحمله إثما وهو بريء. ومن رأى كأنه قتل صبيا وشواه فإنه يدل على أنه يدعوه إلى أمر محظور، وربما يطيعه فيه. ومن رأى أن صبيا ذبح وشوى ولم ينضج لحمه فإنه يظلم أبويه. ومن رأى أن جماعة قتل بعضهم بعضا فهو اظهار بدعة بينهم. ومن رأى أن أحداً قتل انسانا ووضعه على عنقه فإنه يطالب بمغرم ويحصل له من ذلك الضرر على قدر ثقل المحمول وخفته. وقيل رؤيا القتل لمن يريد الحج تدل على بلوغه ونيله، وإن كان الرائي مريضا فإنه يشفى. وقيل رؤيا القتل لمن لم يكن به بلاء زوال نعمة. ومن رأى أن ملكا قتل رعيته بضرب العنق فإنه يعفو عنهم ويعتق رقابهم. فصل في رؤيا الصلب فأما الصلب فهو شرف وعز وسمعة لأن قتادة رأى ذلك في منامه فحصل عنده رعب ثم حصل له بعد ذلك عز وشرف. ثم فيما بعد قصت الرؤيا على ابن سيرين ولم يذكر له قتادة فقال هذا رجل له شرف وسمعة. وقيل إن الإمام الشافعي رحمه الله عليه حبس فرأى في منامه كأنه مصلوب على قناة هو والامام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه فبلغت رؤياه بعض المعبرين فقال إن صاحب هذه الرؤيا سينشر ذكره ويرفع صيته فبلغ أمره إلى ما بلغ. وقال أبو سعيد الواعظ رؤيا الصلب في المنام على ثلاثة أوجه صلب مع الحياة وصلب مع الموت وصلب مع القتل. فمن رأى أنه صلب حيا أصاب رفعة وشرفا لقوله تعالى (وما قتلوه يقينا بل رفعه الله إليه). ومن رأى أنه صلب ميتا أصاب عزا في الدنيا من فساد دين. ومن رأى أنه صلب مقتولا يكذب في تلك الرفعة. ومن رأى أنه مصلوب ولم يدر متى صلب فإنه يرجع إليه مال قد ذهب عنه، وقيل ان الصلب للأغنياء ما لم يكن صاحب منصب دليل على الفقر لأن المصلوب يصلب عريانا، وللفقراء غنى وسعة. ومن رأى أنه صلب وكان تاجرا دل على نيل مراده والصلب للمسافر محمود، ولا خير في أكل لحم المصلوب. وقال الكرماني من رأى أنه صلب فإنه يرى من السلطان نعمة عظيمة ورفعة وعلو شأن، وربما يكون في دينه خلل. ومن رأى أنه يأكل لحم المصلوب فإنه يأكل مالا حراما، وربما يتمكن من ذوي سلطان ويصيب منه خيرا. وقال بعض المعبرين من رأى أنه يأكل لحم المصلوب فإنه يدل على غيبته. وقيل من رأى أن الملك أمر بصلبه فإنه ينال منه جاها ورفعة، ولكن ليس بمحمود في دينه. ومن رأى أن جماعة صلبوه فإنه يسود عليهم ويحكم فيهم. ومن رأى أن شيخا صلبه والناس ناظرون إليه فإنه يسود على أهل ذلك المكان. ومن رأى أنه صلب نفسه فإنه يسود على أقاربه وأهل بيته هذا إذا رآهم ناظرين إليه، وإن رآهم مدبرين عنه فانهم لا يطيعونه فيما أمرهم به. ومن رأى أنه مصلوب وانقطع حبله فإنه تنزل مرتبته. فصل في رؤيا الحروب والقتال وهما على ثلاثة أنواع أحدها بين الملوك وثانيها بين الملك والرعية وثالثها بين الرعية فقط. فمن رأى الحرب بين الملوك فإنه يدل على فتنة أو وباء. ومن رأى أن الحرب بين الملك ورعيته فإنه يدل على رخص الأسعار. ومن رأى أن الحرب بين رعيته فقط فإنه صلاح بينهم، وقيل قدوم العسكر على بلدة يدل على الغيث. ومن رأى أن جنودا مجتمعين فإنه يدل على هلاك أهل الباطل ونصرة أهل الحق لقوله تعالى (فلنأتينهم بجنود لاقبل لهم بها)، وقيل قلة الجند لمن يكون معهم دليل على ظفره على أعدائه لقوله تعالى (كم من فئة قليلة) الآية. ومن رأى أنه في حرب وقام عليهم عجاج فلا خير فيه لقوله تعالى (ووجوه يومئذ عليها غبرة ترهقها قترة). ومن رأى أن عسكرين اقتتلا فالغالب منهما مغلوب. وقال بعض المعبرين من رأى أن عسكرين اختلطا في وقعة ليتقاتلا ثم اصطلحا فإنه خير يعمهم لقوله تعالى (والصلح خير). فصل في رؤيا التوسط فمن رأى أنه وسط أحداً أو أحداً وسطه فهو عند المعبرين بصفة القتل وحكمه. وقال بعضهم من رأى أن أحداً موسطه فإنه يؤول على خمسة أوجه إن كان بينه وبين أحد منازعة فهو قطعها، وإن كان له عدو باغ عليه فإنه يظفر بعدوه، وإن كان ينتظر أمرا خيرا كان أو شرا فإنه يدل على نجازه بصفته، وإن كان الموسط رمى بالبحر وسار في المياه فإنه يدل على حمل أمر إلى ملك وأنه يفصل ذلك الأمر بحيث يحصل للرائي نصرة وظفر خصوصا ان كان بينه وبين أحد خصومة أو عداوة، وإن كان الموسط علق أو رمى على كوم وغيره واشتهر به فإن ملك ذلك المكان يفعل أمرا يشتهر عند الناس، فإن كان الموسط مذموم السيرة فإن الناس يشكرون الملك على ذلك الفعل، وإن كان حسن السيرة فإن الناس يذمون الملك على ذلك الفعل، وقيل رؤيا الموسط إذا علق شهرة له فإن كان من أهل الخير فشهرة حسنة، وإن كان من أهل الشر فضد ذلك. فصل في رؤيا الذبح من رأى أنه يذبح رجلاًفإنه يظلمه. وإن كان بينهما قرابة وقد رأى أنه ذبحه ولم يخرج منه دم فإنها قطيعة بينهما، وإن خرج دم فإنها صلة. ومن رأى أن رجلاًمذبوحا أو قوما مذبوحين فانهم ذوو ضلال واصحاب أهواء وبدع. ومن رأى أنه ذبح نفسه فإن زوجته معه في الحرام. ومن رأى أنه ذبح أمه أو أباه أو ولده فإن كان يرى دما فإنه يعق أحد والديه أو ولده يعقه، وإن لم ينظر دما فإنها صلة ورحمة بينهما. ومن رأى أنه ذبح امرأة فإنه يطؤها، وإن ذبح أنثى من حيوان فإنه يطأ امرأة أيضا. ومن رأى أنه ذبح حيوانا ذكرا من قفاه فإنه يطأ ذكرا. وإن رأت امرأة أن السلطان ذبحها فإنها تنكح رجلا. ومن رأى صبيا ذبح وشوى فإنه يظلم ويقال في حقه القبيح بقدر ما باشره منه، فإن لم يكن الصبي من أهل الظلم فإنه ملام في حق أهله. فصل في رؤيا السلخ من رأى أنه يسلخ أحداً فإنه يأخذ ماله، وقيل المسلوخ على وجهين أخ مظلوم أو محرم. فمن رأى أن أحداً سلخ فإن ماله يذهب، وسلخ البهائم حصول مال. فصل في رؤيا المسمرين وهو من الصلب لكن يختلف بينهما بالتسمير وهو. عند بعض المعبرين مشكور ما لم يحصل منه ألم وقال بعضهم مذمة. فصل في رؤيا العصر بالكسارات وقال بعض المعبرين لا خير في رؤيا ذلك جملة كافية خصوصا من يكون عليه مطالبة من ملك وقال آخرون هو بمعنى الظلم. فصل في رؤيا أنواع العذاب وفيها قولان عند المعبرين فمنهم من يقول المغلوب فيها هو الغالب ومنهم من يكره ذلك، وأما قطع الأعضاء فإن كل شيء من ذلك تقدم في فصله. ومن رأى أنه شرح لحمه من غير أن تفرق أعضاءه فإنه يقال فيه كلام ويبلغ منه بقدر ما يقطع من لحمه أو يصاب بنقص أمواله. ومن رأى أنه ينشر بمنشار فإنه يرزق ولدا أو أخا أو أختا. ومن رأى أنه سلخ برفق فإنه يصيب خيرا أو يتزوج امرأة وينال منها خيرا، وإن كان فاسقا دل على موته والله تعالى أعلم بالصواب.
فصل في رؤيا الضرب وهو أنواع متفرقة. فمن رأى أنه ضرب بالسياط من غير ربط يديه ورجليه سواء خرج منه دم أو لم يخرج فإنه حصول مال حرام، سيما ان كان تلون جسده بالدم فإن كان للضرب أثر على جسده فإنه ينال من كل أحد بقدر ذلك منفعة خصوصا إن عرف ضاربه. وقال جابر المغربي من رأى أنه ضربه شخص ولم يدر من ضربه وما سبب ضربه فإنه ينال خيرا ومالا ويلبس الجديد، فإن خاف من رجم الضرب فإنه يأمن مما يخاف. وقال إسماعيل بن الأشعث من رأى أنه ضربه ميت يحصل له نفع في السفر أو يعود إلى يده ما ضاع منه، وإن ضرب هو ميتاً فإنه يدل على زيادة دينه وقضاء دينه. ومن رأى أنه ضرب ميتا والميت راض بضربه دل على جودة حال الميت في الآخرة. وقال أبو سعيد الواعظ اما الضرب فإنه خير للمضروب على يد الضارب، إلا ان رآه ضربه بالخشبة فإنه يدل على أنه يعده خيرا فلا يفي له. ومن رأى أن ملكا ضربه بغير الخشب فإنه يكسوه، وإن ضربه على ظهره فإنه يقضي دينه، وإن ضربه على عجيزته فإنه يزوجه، وإن ضربه بالخشب فإنه يصيبه منه ما يكرهه، وقيل ان الضرب يدل على التغير، وربما دل على الوعظ. ومن رأى أن رجلاًيضربه على هامته بالمقرعة والتوت في رأسه وبقى أثرها فإنه يريد ذهاب رئيسه، فإن وقعت في جفن عينيه فإنه يريد هتك دينه، وإن قلع اشفار جفنه فإنه يدعوه إلى بدعة، وإن ضرب جمجمته فإنه قد بلغ تعبيره نهايته ونال الضارب بغيته، وإن ضربه على شحمة أذنه وخرج منها دم فإنه يقرع ابنة المضروب. وقال بعض المعبرين ان الضرب الدعاء فمن رأى أنه يضرب رجلاًفإنه يدعو عليه. ومن رأى أنه ضربه وهو مكتوف كلم بكلام قبيح ونادمه بالقبيح. وقال الكرماني من رأى أنه ضرب بالسياط حتى ظهر أثرها عليه وسال منه دم فإن كان محبوسا أو مكتوفا يضربه انسان بلسانه وينال منه ما يكره ويؤجر على ذلك، وإن لم يكن كذلك فإنه يصيب مالا وخيرا وكسوة يظهر أثر ذلك عليه. ومن رأى أنه ضرب بغير سوط وبقى اثر الضرب عليه فإنه يصيب خيرا، وإن لم يبق اثره عليه كان كلاما. وإن رأى أنه مضروب ولم يعاينه فهو خير ما لم يكن مكتوفا أو مقموعا فإن كان كذلك فإنه تذهب حيلته وبطشه ولا خير في ذلك. ومن رأى أنه ضرب على رأس آخر بشيء ملتو فإنه يضربه بأمر يضر به، وكذلك ما يقرع به الرأس من سوط أو قضيب أو شيء ملتو وما أشبه ذلك. وقال بعض المعبرين ربما دلت رؤيا الضرب إذا فعله انسان بيده أو بأمره على حكم وتصريف في الأمور. فصل في رؤيا التكتيف من رأى يديه مكتوفة فإنه يدل على بخله، وقيل ان كان صالحاً فإنه يكون مكتوفا عن المعاصي. وقال الكرماني من رأى أنه مكتوف ومقموط فذلك مكروه له. وقال بعض المعبرين لا خير في رؤيا التكتيف لأن المكتف يكون قليل المقدرة. ومن رأى أنه حل من الكتاف فإنه محمود جيد. فصل في رؤيا الربط وهو على أنواع متفرقة فمن رأى أنه مربوط من يده فإنه يدل على أنه اكتسب مآثم، وربما دل على الغم والهم. ومن رأى أنه مربوط من رجله فإنه إن كان في خير فإنه يستمر فيه، وإن كان في شر فإنه يستمر أيضاً ولا خير فيه للضعيف. ومن رأى أن رجليه مربوطتان ببعض حتى لا يستطيع القعود فهو حصول أمر يكرهه. ومن رأى أنه ربط إنسانا أو بهيمة فعند ذلك البعض انها احتراس بالأمور، وعند آخرين ربط البهيمة محمود وربط الانسان ليس بمحمود. ومن رأى أنه ربط حيوانا من الحيوانات فإن كان ممن يقتضي ربطه فنظير البهيمة والا فهو طلب ما يكون. ومن رأى أنه ربط على شجرة أو خشب فليس بمحمود. ومن رأى أنه ربط من أحد أعضائه على إنسان آخر فإنه يقارنه في أفعاله سواء كانت حميدة أو ذميمة، وأما ربط المراكب فيأتي في فصله وما يربط كل شيء في فصله ومكانه. فصل في رؤيا الغل وهو على أنواع قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أكره رؤيا الغل وأحب رؤيا القيد ". فمن رأى أنه مغلول فإنه إما كفر بالله أو بنعمته لقوله تعالى (إنا جعلنا في أعناقهم أغلالا)، وربما كان ذلك دالا على سوء خاتمته. وقال أبو سعيد الواعظ لا خير في رؤيا الغل فمن رأى أنه أخذ وغل فإنه يقع في شدة عظيمة من حسب وغيره لقوله تعالى (إنا أعتدنا للكافرين سلاسل وأغلالا). وقيل إذا رأى الرجل في منامه كأن في عنقه سلسلة فإنه يتزوج امرأة سيئة الخلق، وإن كان الغل من فضة فإنه ينال من قبل النسوة مشقة، وإن كان ذهب فإنه يدل على حصول ضرر بسبب مال، وإن كان من نحاس فإنه حصول ضرر بسبب العقار والمتاع، وإن كان من قصدير يكون الضرر من جهة المكسب والمعيشة، وإن كان الغل من خشب يكون أهون مما ذكر فيما تقدم من الاغلال. وقيل من رأى ذلك فإنه يؤتمن على أمانة ولا يقوم بها. ومن رأى أن يده مغلولة إلى عنقه فإنه تدل على البخل لقوله تعالى (ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك). وقال بعض المعبرين من رأى أن يديه مغلولتان فربما يقع في حق الله تعالى لقوله (وقالت اليهود يد الله مغلولة غلت أيديهم). ومن رأى كأنه مغلول وهو يسحب فإنه يدل على النفاق لقوله تعالى (إذ الأغلال في أعناقهم والسلاسل يسحبون). فصل في رؤيا القيد يؤول على وجوه. قال أبو سعيد الواعظ القيد في التأويل ثبات صاحب الرؤيا على أمر هو فيه من خير أو شر، وقيل ان كان القيد متخذا من حبل فهو ثبات على أمر الدين لقوله تعالى (واعتصموا بحبل الله جميعا)، وإن كان متخذا من رصاص فإنه ثباته يكون على أمر غير قوي، وإن كان من صفر كان ثباته على أمر مكروه، وإن كان من فضة كان ثباته على تزويج، وإن كان من ذهب فهو انتظار رجوع مال ذاهب عنه، وإن كان من خشب فهو ثبات في نفاق وبغض، وإن كان من حطب كان ثباته على نميمة، وإن كان متخذا من خيط أو خرقة فإن ثباته في أمر غير ثابت ولا دائم. وقال دانيال إذا رأى الأمير في أحد رجليه قيدا فإنه يدل على سفره من مملكته وحصول التعويق في سفره، وإن كان القيد على رجليه فإنه يدل على حصول ولاية. ومن رأى أن برجليه أربعة قيود فإنه يرزق أربعة أولاد. ومن رأى كأنه مقرون في قيد مع رجل دلت رؤيته على اكتسابه معصية كبيرة ويخاف عليه انتقام السلطان لقوله تعالى (وترى المجرمين يومئذ مقرنين في الأصفاد). وقيل من رأى أن برجليه قيدا من مفرق فإنه حصول منفعة من الأرض، وإن كان من رصاص تكون المنفعة من النصارى يتزوج، وإن كان من نحاس تكون المنفعة من اليهود، وإن كان من فضة فإنه يتزوج امرأة، وإن كان من ذهب فإنه يدل على السفر والمرض. وقال الكرماني من رأى أنه مقيد وهو من أهل الخير والصلاح فإنه ثبات في دينه، وإن كان من سلطان أو من يقوم مقامه فإنه يدوم في حكمه وولايته، وإن كان مريضا أو محبوسا أو مكروبا فإنه يطول مكثه، وإن كان مسافرا أو يهم بالسفر يقيم عن ذلك، وإن كان القيد من فضة فإنه يمتحن بامرأة، وإن كان من ذهب فإنه يذهب له شيء، وإن كان من صفر أو رصاص أو ما يشبه ذلك فإنه تحصي خير ومنفعة أزيد بما كان يقصده في سفره، وإن كان من حديد كانت اقامته لعذر قاطع. وقال بعض المعبرين جربت رؤيا القيد مرارا عديدة فلم أر منه إلا خيرا وكلما ثقل القيد كان أعظم في الثبات وأجود. وقال جعفر الصادق رؤيا القيد تؤول على أربعة أوجه كفر ونفاق وبخل واحتفاظ من المعصية ويحتاج في ذلك إلى اعتبار الرائي. فصل في رؤيا السجن وهو على أوجه متعددة من رأى أنه دخل سجنا مجهولا فإنه يؤول بالقبر، وإن كان معروفا فإنه غم ومضرة. وقال الكرماني رؤيا السجن المعروف لمن يكون مشهورا بعدم الفساد دين وجاه ومنفعة، وإن كان مشهورا بالفساد فغم ونقصان. ومن رأى أنه في سجن سلطان موثقا فإنه يصيب أمرا يكرهه ونهو في غم يرتجى فرجه، وإن كان مسافرا فهو غفلته، وإن كان مريضا فمرضه يطول، وإن خرج منه دم خرج من ذلك كله. وقيل من رأى أنه في سجن فهي الدعوة المستجابة. ومن رأى أنه في سجن مجهول موضعه وهيئته وأهله ورأى في ذلك بشاعة ولم ير أنه خرج منه فإن ذلك قبره. ومن رأى أنه موثق في بيت فإنه يصيب خيرا. ومن رأى أنه في سجن وهو صفة بيت لا يعرفه فإنه يتزوج امرأة وينال منها مالا وولد. وإن رأت امرأة أنها في سجن فإنها تتزوج رجلاًكبير القدر، وإن كانت متزوجة فإنها حرة مصونة ولا بد لها من حصول الخير. ومن رأى أنه معوق في مكان لا يستطيع الخروج منه بحيث يكون مشكورا فإنه سعة وقضاء ونعمة خصوصا ان كان من طلبة العلم. ومن رأى أنه خرج من الاعتقال فإنه يخرج مما هو فيه من أمر يكره في الدين والدنيا إلى الصلاح والخير ولا خير في ذلك للأمراء. ومن رأى أنه يخرج من سجن مجهول أو من باب ضيق فهو محمود جدا في جميع الأحوال والأفعال. ومن رأى أنه خرج من سجن وأراد أن يعود فيه فإنه يكون قد نأى عن أمر مكروه، وإن الشيطان قد سول له تحسينه فإن دخل فيه عاد لما كان عليه من الخبائث. وقال جعفر الصادق رؤيا الحبس إذا كان معروفا فهو حصول مراد وعاقبة محمودة لقوله تعالى (قال رب السجن أحب إلي مما يدعونني إليه) وإذا كان مجهولا فهو قبر وهم وغم لقول يوسف عليه السلام: السجن قبر الاحياء ومنزل البلوى وتجربة الأصدقاء وشماتة الأعداء. ومن رأى أنه هرب من السجن فهو على وجهين اما خلاصه أو موته لما رأى بعضهم ذلك وجربه مراراً. ومن رأى أنه دخل السجن ثم خرج عاجلا فإنه ينال ما يتمناه بتمامه. فصل في رؤيا الترسيم من رأى أنه في الترسيم فإنه يصيب خيرا خصوصا ان كان في بيته. ومن رأى أنه فك من الترسيم فهو خير أيضا. وقال بعض المعبرين ربما يؤول الترسيم بالحفظة فيحتاج الرائي أن يعبر بحسن منظر من يراه مرسما عليه فإن كان حسن المنظر فيدل على منطقه وفعله، وإن رآه سيء المنظر فضده لقوله تعالى (وإن عليكم لحافظين) والله أعلم.
فصل في رؤيا الأسر من رأى أنه أسير فلا خير فيه ويصيبه هم شديد. ومن رأى أنه ملك أسيرا فهو محمود ورؤيا الأسارى حكم وعلو جاه. وقال السالمي من رأى أنه أسير وقد تخلص فإنه ينجو من الهم والغم. ومن رأى أنه كان أسيرا وسلم فهو نظيره. ومن رأى كأنه أسير وهو يؤمن بخلاف دينه فإنه ان فعل لا خير فيه، وإن لم يفعل فهو محمود. ومن رأى أنه يحسن إلى أسير فإنه يفعل الخير ويكون عند الله مقبولا لقوله تعالى (مسكينا ويتيما وأسيرا). ومن رأى أن أسيرا فك نفسه فإنه يسعى في نجاح آخرته. فصل في رؤيا الشتم قال الكرماني من رأى أنه شتم انسانا بما لا يحل له فإن المشتوم يظفر بالشاتم، وإن كان الشتم صادرا منه جوابا عما شتمه خصمه فإنه يجازيه بالسيء لقوله تعالى (وجزاء سيئة سيئة مثلها). ومن رأى أن ذا سلطان شتمه فإنه حصول خير له، وربما خرجت الرؤيا على ذلك. ومن رأى أنه شتم أحداً فإنه يستخف به. ومن رأى أن أحداً من الصالحين شتمه لاجل أمر مكروه فإنه يدل على أنه منهمك على المعاصي فليتب إلى الله. فإن رأى أنه هو الشاتم فإنه مرتكب ضلالة، وربما دل الشتم من الكبير للصغير على التوبيخ. فصل في رؤيا المنازعة من رأى أنه يتنازع من أحد في أمر من أمور الدنيا فإنه مجتهد في طلب رزقه، وإن كان هو المنتصف لا يحصل له ما قصده من ذلك المطلب شيء، وإن لم يكن فضد ذلك. وقال بعض المعبرين ان كان التنازع لأمر من أمور الآخرة فإن المنتصف منهما ينتصف كما رأى لأن النوعين مختلفان، ومن رأى أنه ينازع أحداً في نصرة الله فإنه ينتصر لقوله تعالى (ولينصرن الله من ينصره). وقيل من رأى أنه نازع انسانا فإنه يصيبه تعب شديد فليكن على أهبة لذلك. ومن رأى أنه ينازع انسانا في أمر أبهم عليهما فإنه يدل على أنه محاكمة إلى الشرع الشريف ويعود أمره إلى الكتاب والسنة لقوله تعالى (فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول)، وقيل المنازعة مع النسوة والصبيان الصغار ليست بمحمودة. وقيل من رأى أنه ينازع صبيا وظفر به فإنه يكون كذلك، ومن رأى أنه ينازع أحداً من أهل الذمة ففيه اختلاف. وقيل من رأى أنه ينازع السلطان فإنه حصول مصيبة شديدة، وربما يهلك أو يضرب عنقه لقول بعض الشعراء من جملة أبيات: ومن نازع السلطان في قصره * يصبح برفع الرأس عن جثته فصل في رؤيا المضاربة وقد تقدم طرف من الكلام عليها لما اقتضاه الحال في ذلك في باب رؤيا أحوال تكون من الإنسان في اليقظة. وقال جابر المغربي المضاربة نوع من القتال وحكمها حكمه في الظفر والغلبة ولم ترد على ذلك. وقال الكرماني المضاربة لها حكم بمفردها لكونها قد تكون باللسان أو بالفعل أو بكليهما أو القتال لا يكون إلا وقت حرب ولا يمكن أن يطلق على المضاربة باللسان لفظ قتال، فمن رأى أنه ضارب انسانا وبغى عليه وقذفه فإن المبغى عليه يظفر بالباغي ما لم يكن لبغيه أثر ظاهر كما تقدم. وقال السالمي من رأى أنه ضارب أحداً وبدأه بالقول الفاحش فإنه يقهره في أمر. ومن رأى أن جماعة يتضاربون سواء كان بالقول أو بالفعل على أمر دنيوي فانهم في خسران مبين، وإن كان أخرويا فانهم يجتهدون في أمر معروف، وقيل في المذكورين جميعا إن الغالب مغلوب والمغلوب غالب إلا أن تكون طائفة تضاربت لأمور الدنيا وطائفة لأمور الآخرة فإنه يؤول كما تقدم في المنازعة. فصل في رؤيا البغي والظلم وقد تقدم الكلام أيضاً على نبذة منه في الباب الثالث والعشرين لما اقتضاه الحال في ذلك. وقال جابر المغربي من رأى أنه باغ فإنه مشرف على الزوال لأن البغي له مصرع. ومن رأى أن أحداً بغى عليه فإنه ينصر لقوله تعالى (ثم بغى عليه لينصرنه الله) والظلم أيضاً تعبيره كذلك. وقال خالد الاصفهاني أولت بتوفيق الله رؤيا الظلم بعدم الافلاح لقوله لا أفلح من ظلم، وربما دل الظلم على الخراب وقد تقدم بقية الكلام على الظلم في الباب السابع عشر في فصل رؤيا الظلم. فصل في رؤيا أكل لحم الإنسان قال الكرماني من رأى أنه يأكل لحم انسان وكان لما يأكله أثر ظاهر فإنه يأكل من مال ذلك الإنسان ان عرفه، وإن لم يعرفه فهو حصول مال على كل حال. ومن رأى أنه يأكل لحم نفسه فإنه يصيب مالا كثيراً وسلطانا عظيما. ومن رأى أنه يأكل لحم انسان بشهوة ودمه يسيل فهو حصول مال غزير من غير سؤال. وأما رؤيا أكل لحم أحد من المعذبين كالمصلوب والمشنوق والموسط وما أشبه ذلك فإنه حصول مال من مطلوب، وقيل انتصاف وانتقام. ومن رأى أنه يأكل لحم عدوه فإنه يظفر به. وقال بعض المعبرين من رأى أنه يأكل لحم انسان ميتا فإنه يغتابه لقوله تعالى (أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا) الآية والله أعلم بالصواب.
مُختصر كتاب الاشارات في علم العبارات تأليف خليل بن شاهين الظاهري منتدى قوت القلوب . البوابة